100
الوئام بين الأديان وأثره في البناء الاجتماعي: ندوة بآل البيت
تاريخ الخبر:[2011-02-02]
 
بمناسبة أسبوع الوئام بين الأديان التي أطلقها صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم نظمت جامعة آل البيت ندوة بعنوان الوئام بين الأديان وأثره في البناء الاجتماعي, تحدث فيها معالي الأستاذ الدكتور كامل أبو جابر مدير المعهد الملكي للدراسات الدينية, ونائب رئيس جامعة آل البيت لشؤون الكليات الإنسانية الأستاذ الدكتور ناصر الخوالدة, والدكتور عامر الحافي  من كلية الشريعة بالجامعة.
 
وبين الدكتور أبو جابر بأن جلالة الملك المعظم أطلق فكرة الوئام بين الأديان لما يتصف به جلالته من حكمة وبعد نظر, مشيرا إلى رسالة عمان التي أطلقها جلالته قبل سنوات وكانت نبراسا مضيئا في بيان حقيقة الإسلام الحق والتعريف به ونقل الصورة الحقيقية عنه, فالعالم العربي والإسلامي يعيش أزمة خارجية وداخلية ولا بد من تكاتف الجهود لمواجهة الإخطار, مبينا بان محمد صلى الله عليه وسلم بعث برسالة الإسلام السمحة, حيث كانت الأمة تعاني من الضياع والتفكك, فوحد كلمتها واعزها بالاسلام وجعل منها حضارة قوية متماسكة وكانت الأروع بين الحضارات.
 
وقال الدكتور أبو جابر إن المطلوب الآن الاحتكام للعقل, وهذا لا يعني التخلي عن المبادئ الإنسانية التي هي العمود الفقري لحياتنا, مبيناً بأن المنطقة المحيطة تشهد أزمة, من تونس ومصر ولبنان والعراق وفلسطين والسودان, فهذه الحالة شيء مريع, ولا بد من البحث عن مخرج لهذا المأزق الذي نحن فيه, مشيرا إلى نعمة الأمن والاستقرار التي نعيشها بالأردن بفضل القيادة الهاشمية الحكيمة التي تستمد شريعتها الدينية من الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم, وما نشهده من استقرار يبرز العلاقة الجيدة بين الحاكم والمحكوم , هذا البلد بلد الرسالات والأديان والذي يعتبر نموذجاً فذاً في التعايش الديني, فالدين كان وسيبقى أهم عامل من عوامل تكوين أي مجتمع من المجتمعات, والحوار بين الأديان هو الأساس, فالهاشميون ومن منطلق الإرث الديني والتاريخي, يحملون هم الأمة وطموحها, ويؤمنون بأهمية الحوار, وما رسالة عمان وما تحتويه من أفكار سامية وراقية إلا خير دليل على ذلك، فالعالم ليس بحاجة تسليح وإنما بحاجة إلى فكر واضح ملهم وقيم تتعدى المنافسة البربرية, قيم تهذب النفس, قيم محبة وتعاون وإنسانية .
 
نائب رئيس جامعة آل البيت لشؤون الكليات الإنسانية الدكتور ناصر خوالدة قال إن هذا اللقاء يتحدث عن الوئام والتعايش بين الأديان الذي أصبح قضية تشغل عقول العلماء ورواد الإصلاح, ومن هنا تأتي أهمية الرؤية الملكية في أن يكون الأسبوع الأول من شباط أسبوع للوئام العالمي, فالوئام بين الأديان ينطلق من جذور إيمانية وقواسم إنسانية مشتركة تعترف بإنسانية الإنسان, فالبر والإحسان لغير المسلمين جزء من عقيدة المسلم وهي أساس الوئام والتعايش.
 
الدكتور عامر الحافي من كلية الشريعة قال إن هناك حالة من غير الوئام بين أصحاب الأديان المختلفة وعنصرية دينية عميقة في الفكر الإنساني, فالمسلمون يبلغ عددهم حوالي 22% من سكان العالم, وبالنسبة للاختلاف فهو أساس الوحدة والحكمة من إيجاده هي التعارف والرحمة والوئام يرتفع سقفه مع تدني الواقع الإنساني, والحرية بحاجة إلى وعي فجوهر الإسلام الرحمة وجوهر المسيحية هو المحبة ونحن بحاجة للوئام بين الأديان.
 
وفي نهاية الندوة دار حوار موسع حول القبول بالآخر, ودور الدين في ذلك, وأهمية الحوار بين مختلف أتباع الديانات لما فيه مصلحة الشعوب.