بدعوة من كلية الشريعة في جامعة آل البيت ألقى رئيس مجلس إدارة الشؤون الإسلامية لمؤسسة التعاون وتبادل الحضارات في ميريلاند _ الولايات المتحدة الأمريكية الإمام الدكتور محمد بشار عرفات محاضرة بعنوان التسامح الديني في أمريكا.
واستعرض الدكتور عرفات التشويه الذي لحق بالإسلام بعد أحداث سبتمبر وخاصة في العالم الغربي والولايات المتحدة الأمريكية, ومن هنا جاءت أهمية التواصل مع المسلمين هناك ومحاولة فهمهم والتركيز على دور الأئمة في مساجد أمريكا الذين يقع على عاتقهم مهمة التواصل مع كافة أطياف المجتمع فهم حملة الرسالة الإسلامية للعالم وعليهم مسؤولية ترجمتها لما تحمل في ثناياها من خصائص تؤهلها للسيادة والبقاء وفي مقدمتها الدعوة إلى السلام والمحبة ,مشيراً في الوقت نفسه إلى الدورات التي يتلقاها الأئمة في أمريكا ليكونوا جسر للتواصل بين الجاليات المسلمة وغير المسلمة في الولايات المتحدة.
وأضاف بأن المسلمين في أمريكا جزء لا يتجزأ من المجتمع الأمريكي ولديهم دور مؤثر وإيجابي في مجريات الحياة, مبينا بأن الصورة الذهنية في مخيلة الناس خارج الولايات المتحدة عن الإسلام والمسلمين تختلف كلياً عن التجربة الواقعية للمسلمين داخل الولايات المتحدة فالمساجد مثلاً والمراكز الإسلامية هناك تغتنم فرصة شهر رمضان المبارك للتواصل مع المسلمين ومد جسور التعاون مع باقي المجتمع الأمريكي ,مشيراً إلى قوة الروابط الاجتماعية والعائلية والكرم والالتزام الذي يبدو في المجتمع الإسلامي من خلال حملات التبرع ورعاية الأيتام ومشاركة المسلمين في الأعمال الخيرية .
وأشار الدكتور عرفات إلى الدور السلبي الذي لعبته بعض وسائل الإعلام الغربية الخاصة في تشويه صورة العرب والمسلمين وإخراجهم بصورة الإرهابيين.
وفي نهاية المحاضرة أكد الدكتور عرفات أن البلاد الإسلامية تضم طاقات عدة يجب استثمارها في التواصل وتبادل الخبرات وهذا من صميم عمل المجتمع المدني الذي بإمكانه فتح جسور التواصل بين العالمين الإسلامي والغربي ,داعياً في الوقت نفسه إلى استخدام الحكمة والعقلانية القرآنية والكلمة الطيبة في الدعوة الإسلامية .
مشيرا إلى أن للأردن باع طويل في مجال حوار الأديان والدعوة إلى التسامح الديني , فقد كان الأردن أول من دعا إلى أسبوع الوئام بين الأديان والذي يصادف في الأول من شهر شباط من كل عام. مؤكدا بان رسالة عمان التي أطلقها جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم لعبت دورا أساسيا في التعريف بحقيقة الإسلام وصورته المشرفة. مضيفا بأن زيارته لجامعة آل البيت جاءت في ظل التواصل الدائم بين الجامعة ومؤسسة التعاون وتبادل الحضارات.
من جانبه دعا عميد كلية الشريعة في جامعة آل البيت الدكتور محمد الزغول إلى تطبيق دعوة الإسلام للتعارف إلى واقع عملي وترجمتها في كافة مجالات الحياة لتكثيف التواصل بين الحضارات والثقافات المختلفة مشيراً إلى مبادرات الأردن المتتالية في التسامح الديني التي كانت من أبرزها رسالة عمان ومبادرة صاحب الجلالة الملك عبد الله المعظم.
وفي نهاية المحاضرة التي حضرها الملحق الثقافي الأمريكي في عمان السيد جيفري لوري وبسمة عماوي من السفارة الأمريكية و أعضاء هيئة التدريس وجمع غفير من الطلبة، دار حوار واسع حول التسامح الديني ورسالة الإسلام السمحة.