اختتم المشاركون بالمؤتمر الدولي الثاني في اللغويات المعجمية العربية : الانجازات والآفاق, أعمالهم في جامعة آل البيت والذي استمر ثلاثة أيام بمشاركة 80 عالم وباحث من ثمانية عشرة دولة عربية وإسلامية وأجنبية .
وأوصى المؤتمرون بضرورة دعوة المؤسسات التعليمية والثقافية في العالم العربي وعلى رأسها المجامع اللغوية إيلاء مزيد من العناية بالمعجمية العربية لصناعة معاجم عربية تواكب حاجات العصر ومتطلبات الحضارة لامتنا العربية للاستفادة من هذه المعاجم في ميادين الدرس والتدريس والبحث. وإعادة النظر في تراثنا المعجمي وبعض معاجمنا العربية الحديثة وإخراجها وفق معايير علمية تواكب التقانات العلمية والحاسوبية، ووفق أحدث المناهج والمعايير، وبما لا ينبتّ عن أصالة الأمة وتراثها، ولا يحدث قطيعة مع الحداثة والمعاصرة ومواكبة مجريات التمدن ومتطلبات الحضارة. وإعادة النظر في الرسومات التوضيحية في بعض المعاجم العربية، ليصار لاستبدالها بصور ملونة جميلة معبرة. والتعامل مع المصطلحات الحديثة وتعريبها وترجمتها بحرص بالغ وفهم عميق بما يؤصل المصطلحات ويوحدها، ويوصلها بالأعراف المعجمية العربية دون خلل، وبما يحفظ للأمة خيارها اللغوي وسماتها الحضارية، ويخفف من غلواء بلبلة المصطلحات وما يمكن أن تلحقه بالأمة من هيمنة ثقافية وفكرية وافدة.
كما أوصى المؤتمرون بإنشاء موقع على الشابكة باسم (المعجمية العربية) على مستوى العالم العربي، تشرف عليه جامعة آل البيت بالتعاون والتنسيق مع مجمع اللغة العربية في المملكة الأردنية الهاشمية. وإدماج مشروع الذخيرة اللغوية مع مشروع المعجم التاريخي، والعمل الدؤوب على تحقيق مشروع المعجم التاريخي بجهود متضافرة، وإنفاق لاستثمار الوقت. وإيداع توصيات هذا المؤتمر في ذمة مجامع اللغة والمؤسسات الأكاديمية المماثلة.وتأكيد التواصل بين الباحثين المعنيين بالمعجمية العربية على مستوى الوطن العربي. ونشر أوراق المؤتمر في كتاب، بعد النظر والتدقيق، لتكون مرجعا بين أيدي الدارسين والباحثين. واقتراح اتخاذ "دور التخطيط اللغوي وتطبيقاته في خدمة اللغة العربية" موضوع المؤتمر المقبل الذي سيعُقد سنة 2012م إن شاء الله. وتشكيل لجنة لمتابعة تنفيذ توصيات المؤتمر وتخويل جامعة آل البيت اختيار هذه اللجنة.
وفي نهاية المؤتمر ألقى نائب رئيس الجامعة لشؤون الكليات الإنسانية الدكتور ناصر الخوالدة كلمة بين فيها إن اللغة العربية مظهر من مظاهر استقلال وعزة وفخار هذه الأمة وباكورة ارتقائها وحضارتها, مؤكدا أن اللغة وسيلة لفهم كتاب الله تعالى فهي وسيلة للحياة, مضيفا أن جامعة آل البيت هي قدوة ومنارة لأهل العلم ومنبرا لنشر العلوم الإسلامية.
من جانبه أكد رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية الدكتور فواز عبد الحق الزبون أن جامعة آل البيت لا تكل تقدم دعمها لمثل هذه المؤتمرات والمحافل الدولية كجزء من رسالتها للعالمين العربي والإسلامي. مشيرا إلى أن المشاركين قدموا أكثر من 60 ورقة بحثية تناولت المعجمية العربية والحوسبة والصناعة المعجمية وجهود المؤسسات والأفراد في تطوير المعجمية وإشكالات الترجمة والتعريب ومعجم اللغة العربية التاريخي.
وفي ختام المؤتمر قام نائب رئيس الجامعة الدكتور ناصر الخوالدة بتوزيع الشهادات التقديرية على المشاركين.