افتتح رئيس جامعة أل البيت الاستاذ الدكتور نبيل شواقفة في العشرين من نيسان فعاليات اليوم العلمي الثالث لمعهد علوم الارض والبيئة بعنوان " مصادر الطاقة في الاردن والتحديات الاقتصادية".
وقال الدكتور الشواقفة أنه في هذا الإطار لا بد من الحديث عن جهود جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم حفظه الله ورعاه للتوجيه إلى الحكومة بضرورة إيجاد واتخاذ الإجراءات التي من شأنها تأمين حماية فورية للموطنين من ارتفاع الأسعار والإسراع في إيجاد البدائل المختلفة للتخفيف عن المواطنين وتحقيق العيش الكريم لهم، ونحن كمؤسسات علمية لا بد من المشاركة في محاولة إيجاد البدائل العلمية القائمة على البحث العلمي الدقيق والمشاركة في تلمس الحاجات الأساسية ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة لها وتقديمها لأصحاب القرار ضمن منهج علمي واضح، لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
وبين الدكتور الشواقفة أن الجامعة لم تدخر ومنذ البدايات جهداً في تحقيق هذا الهدف السامي. فكان للموقع المتميز للجامعة على مشارف البادية الأردنية دافعاً لإدارات الجامعة ومنذ تأسيسها للاهتمام بالبادية لما تحويه من موارد طبيعية والتي من بينها المياه فأنشئت وحدة البحوث لموارد المياه والبيئة وتم تزويدها بأحدث المعدات والأجهزة التحليلية لتمكن من أداء دورها في استكشاف موارد المياه والمحافظة على البيئة من التلوث واتخذت الجامعة مؤخراً الخطوات الضرورية لتحويل هذه الوحدة إلى مركز متخصص في بحوث المياه والبيئة والأراضي الجافة. وتوجّت الجامعة اهتمامها بهذا الجانب من خلال إنشاء معهداً متخصصاً لعلوم الأرض والبيئة ليتولى إعداد الكوادر المؤهلة من خلال برامج الماجستير والبكالوريوس الموجودة في المعهد والقادرة على النهوض بقطاع المواد الطبيعية والذي من المتوقع أن يشهد تطوراً كبيراً وفي السنوات القادمة باتجاه استغلال الموارد والخدمات الطبيعية المتوفرة والمنتشرة على امتداد مساحة الوطن.
فالصخر الزيتي مثلا يعد إحدى المصادر الواعدة لحل مشكلة الطاقة في الأردن، وخامات اليورانيوم والطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح كلها خيارات واعده لحل مشكلة الطاقة في الأردن. وهذا بدوره يضع الجامعات والمؤسسات الأكاديمية والبحثية أمام مسؤوليات عظيمة تتمثل في توجيه البحوث العلمية والتطبيقية إلى هذا القطاع وإعداد الكوادر والمؤهلة والقادرة على مواجهة التحديات المستقبلية وحلها.
وستعمل الجامعة على دعم الجهود الوطنية المبذولة حالياً لتوفير مصادر الطاقة في الأردن من خلال التوجه لإنشاء مركز متخصص للطاقة ورفده بالكوارد والمعدات اللازمة لأداء رسالته بأجراء الدراسات والبحوث التطبيقية في مجالات الطاقة المختلفة والتي على رأسها الطاقة الشمسية ، الصخر الزيتي واستغلال خامات اليورانيوم.
وتحدث المحلق التجاري في السفارة الألمانية سعادة السيد هانز كريستيان عن استغلال الطاقة البديلة مثل طاقة الرياح والشمس والطاقة العضوية بدل طاقة النفط واستغلالها في كافة مناحي الحياة المنزلية والصناعية والتجارية وذلك من خلال تجهيزات حديثة ذات تكلفة معقولة فمن خلال هذه العملية يتم المحافظة على بيئة نقية نظيفة وتخفيف العبء الاقتصادي عن الأشخاص والحكومات، مستعرضا التجربة الألمانية ومحاولة تطبيقها بالأردن بسهولة ويسر لظروف الأردن من رياح وشمس ومخلفات عضوية.
وقال عميد معهد علوم الارض والبيئة الدكتور عدنان حراحشة إن الارتفاع العالمي والمتصاعد لاسعار النفط يضع الجميع في الاردن باحثين في المؤسسات الاكاديمية ومراكز البحث العلمي واصحاب القرار امام مسؤولية تاريخية وعظيمة تجاه الوطن اليوم وعدا تتمثل في دفع وتكثيف الجهود في البحث عن افكار وحلول خلاقة ذات طابع عملي تطبيقي وذلك لاستكشاف واستغلال موارد الطاقة المتاحة والمتوفرة في الاردن الوطن الاغلى الذي يعتمد كليا في سد احتياجاته من الطاقة على النفط المستورد من الخارج.
وانطلاقا من احساس معهد علوم الارض تجاه هذا الواقع كمركز علمي وبحث متقدم ومتميز وكنافذة من نوافذ الجامعة التي تطل من خلالها على المجتمع المحلي تتحسس اوجاعه وهمومه وتساهم بمعالجتها ما استطاعت الى ذلك سبيلا فكان ان استقر رأي اللجنة التحضيرية لليوم العلمي الثالث للمعهد في ان تكرس فعالياته حول موضوع الطاقة في الاردن.
وتحدث في الجالسة الاولى الدكتور المهندس ماهر حجاز مدير سلطة المصادر الطبيعية حول مصادر الطاقة في الاردن: البترول، اليورانيوم، الصخر الزيتي, تحدث فيها عن بدايات التنقيب عن النفط في الاردن وكذلك عن حجم اكتشافات الصخر الزيتي وكيف له ان يحل محل النفط وبتكلفة متدنية بالاضافة الي استخدامات طاقة اليورانيوم كمصدر بديل ونظيف للطاقة وفعال.
وتحدث الدكتور ايمن المعايطة عميد كلية الهندسة في جامعة مؤتة حول الطاقة المتجددة كحل لمشكلة الطاقة في الاردن، مبينا ان توفر الطاقة الشمسية في الاردن يعادل عشرات الاف اضعاف استهلاك الاردن من الكهرباء.
وتحدث الدكتور سليمان المساعيد من كلية ادارة المال والاعمال في جامعة آل البيت حول اسعار الطاقة واثارها على الاقتصاد الاردني، مبينا اهم انعكاسات ارتفاع اسعار الطاقة العالمية على الاقتصاد الوطني من حيث تأثيرها على الميزانية العامة.
واقيم ضمن اليوم العلمي معرض الطاقة المتجددة بالتعاون مع السفارة الالمانية اشتمل على ملصقات ووسائل استخدام الطاقة البديلة.
وحضر اليوم العلمي نواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات والمعاهد وجمع غفير من الطلبة والمجتمع المحلي.
وتدعو الجامعة المجتمع المحلي لزيارة معرض الطاقة المتجددة للاطلاع على احدث وسائل إنتاج الطاقة.