بمناسبة احتفاء المفرق مدينة الثقافة الأردنية للعام 2017م أقامت جامعة آل البيت ندوة أدبية استذكاريه عن الشاعر الأردني المرحوم حبيب الزيودي وشعره، شارك فيها رئيس مجلس إدارة منطقة الملك الحسين بن طلال التنموية معالي الدكتور سالم الخزاعلة، والباحث الدكتور عمر القيام، وعدد من الأدباء والمثقفين من جامعة آل البيت.
وفي بداية الندوة التي قدم لها الدكتور محمود الديكي من قسم اللغة العربية بكلية الآداب تم عرض فيلم قصير عن حياة الشاعر الزيودي، يعبر عن حالة الحب للأردن التي قدمها الزيودي من خلال قصائده وكلماته الشعرية المغناة، وكيف عاش حالة حب الوطن الأردن. مبيناً أن هذه الندوة تأتي تقديرا لما قدمه الشاعر الأردني حبيب الزيودي من إسهامات حقيقية في المشهد الشعري الأردني، وللمكانة التي أوصل إليها الشعر في الأردن، ليكون حلقة متصلة من حلقات الشعر العربي.
وألقى معالي سالم الخزاعلة بعضاً من قصائد الشاعر حبيب الزيود ووصفه بأنه شكل ظاهرة محبة للأصدقاء والطرقات والوطن، وانه كان ينثر المكان بحضوره الزاهي، وانه أعاد تعريف الأشياء فيما حوله، ووظف المكان والزمان في أشعاره، وعرف الأم كرمز للبهاء الأبدي، كما تناول في أشعاره المرأة والحبيبة والإنسان ونفسه، فكانت قصائده فيضاً من النقاء والمشاعر والحزن الدفين.
كما بين الخزاعلة بان حبيب يمتاز بالولادة الخلاقة للقصيدة في عملية إلهام خالصة يتفاعل معها الشاعر ويتحسسها الأصدقاء والمحيطون به، ويشاركون في وضع لمساتهم على روحه الهائمة في لحظات التجلي الخلاقة، تاركاً أسئلته الأبدية مفتوحة على كل الأزمنة، وكان ينظر إلى باطن الأشياء وأعماقها، والحزن مملكة لا حدود لها في شعره ، وكان تتويجاً وتلخيصاً لمسيرة عرار، وكانت روحه تعبيراً عن روح الأردن.
وقال الباحث الدكتور عمر القيام، "إن جامعة آل البيت تنعش الذاكرة عند الأردنيين من خلال الفعاليات التي تطلقها باستذكار أدباء وشعراء أردنيين"، مبينا علاقته بالشاعر الزيودي وعن فكرة الطواف في شعره، حيث طاف في الأردن ووصفه بقداسة الوطن، ومزج بين محبة عرار وحبيب للوطن، وان ما يميز حبيب عن عرار هو الزخم والأحاسيس الشعرية لأنه فنان يرصد أدق المسافات بين الكلمات، ويجبل النص الشعري وعقد مقارنه ما بين جلال الدين الرومي في أنين الناي، وحبيب الزيودي الذي كان يعد نفسة ناي البراري، كما وصف بيت حبيب في العالوك بأنه محفل ثقافي يعيش ويجتمع فيه كل الأطياف السياسية.
وأكد القيام، بأن الزيودي امتاز بالنقد والإحساس الفني الجميل بالوطن، واقتناص وتذوق الشعر الجمالي، مبينا الحاجة لعمل مشروع علمي طلابي يكشف هذا الكنز الفني الذي تركه حبيب الزيودي.
وقدم الباحث عبدالله عايد عبيد الشرفات وزارة التربية ورقة بعنوان صورة العالوك في شعر حبيب الزيودي ، بين فيه الباحث ان العالوك عند حبيب هي تجسيد ( لجيكور ) عند الشاعر بدر شاكر السياب ، فكلاهما اتصل بقريته اتصالا وصل حد الاتحاد بها وكلتا القريتين اضحتا رمزين عند الشاعرين ، ووقف الباحث عند عناية حبيب بالتفاصيل المتعلقة بالمكان بما يعرف في الادب بالعناية باليوم والمهمش ،وصل عند التصوير حد الرؤية المشاهدة .
وقدمت الدكتورة منتهى الحراحشة من قسم اللغة العربية قراءة تداولية عن الشاعر حبيب الزيودي، وعلاقته ببلده الأردن من خلال قصيدة "اردن يا بلدي" وأساس بنائها وموضوعها والكشف عن رؤية الشاعر المجسدة للمكان وبيان أهمية التكرار في القصيدة وهي محاولة جديدة في إقامة بلاغة عربية على أساس الشعر المعاصر وتوضيح هذه العلاقة بأنها من حالات الانفعال الوجداني تجاه الوطن الأردن.
وحضر الندوة عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية الأستاذ الدكتور حسن الملخ وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية والإدارية بالجامعة.