أكد وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني ان الإعلام الوطني بشقيه الرسمي والخاص كان دائما على مستوى التحدي ومساهما في إثراء النقاش حول القضايا العامة وعلى درجة عالية من المسؤولية، ومدافعاً عن ثوابت الدولة ومصالح المجتمع.
وأضاف المومني، خلال محاضرة ألقاها في معهد بيت الحكمة بجامعة ال البيت حول دور الإعلام الوطني في عملية الإصلاح السياسي والتنموي، ان الرؤية الوطنية للاعلام الوطني تتمثل في الموازنة بين الحرية والمسؤولية، لافتا إلى أن الحرية غير المسؤولة وبدون ضوابط من شأنها أن تفضي إلى الفوضى في حين أن الحرية المسؤولة الملتزمة بالثوابت والقوانين ومواثيق الشرف هي الحرية التي تثري المجتمعات وتحقق مصالح الأوطان.
وبين المومني أنه "وبفضل حكمة القيادة الهاشمية وسمو خطابها القومي والديني، ومواقف الدولة الأردنية الوازنة والمدافعة عن الثوابت القومية، ودور إعلامنا الوطني المتزن والمهني، استطعنا أن نتجنب ما يدور حولنا من أحداث دامية"، مشدداً على أن الإعلام الوطني قادر على إدارة النقاش العام حول التحديات التي تواجه الدولة الأردنية.
وأشار المومني إلى أن البيئة الإعلاميّة في الأردن تتسم بالتعددية والانفتاح، لافتاً إلى وجود 10 صحف يومية و49 محطة فضائية مرخصة و46 إذاعة مرخصة و192 موقع اخباري مرخص و316 موقع متخصص و13 صحيفة أسبوعية و3 صحف شهرية ومجلة واحدة سنوية.
وأشار إلى أن الاردن مقبل خلال المرحلة المقبلة على عدد من الأحداث والفعاليات الهامة من ضمنها المنتدى الاقتصادي العالمي والانتخابات البلدية والمجالس المحلية والانتخابات اللامركزية، لافتا إلى أن تلك الانتخابات من شأنها أن تزيد من مشاركة المواطنين في الحياة العامة، وتمكن المواطنين من تحديد أولويات واحتياجات مناطقهم، ما ينعكس إيجابا على تعزيز دورهم في عملية صنع القرار والمشاركة السياسية، بالاضافة لتكاملية مجالس المحافظات مع المجلس النيابي وبما يخفف من العبء الخدماتي عنه.
ولفت المومني إلى أن "عظمة الدولة الاردنية تتجسد في حجم التحديات الكبيرة التي تجاوزتها، لاسيما في هذه الأوقات العصيبة التي تشهد صراعات دامية في مناطق محيطة"، لافتا إلى أنه و"من خلال تأثيرنا السياسي ومكانتنا في المحافل الدولية والاحترام الذي يحظى به جلالة الملك استطعنا تجاوز الكثير من التحديات".
ودعا المومني الشباب إلى المبادرة واستثمار طاقاتهم في عديد المجالات، لاسيما وأن النهج الحالي يعتمد التشغيل لا التوظيف وعدم انتظار وظائف حكومية قد لا تأتي، خاصة أن حجم القطاع العام في المملكة يعد من الاكبر عالميا مقارنة بعدد السكان.
رئيس جامعة ال البيت، الأستاذ الدكتور ضياء الدين عرفة، بين أن الإعلام بأدواته وأساليبه وآلياته المسموعة والمقروءة والمرئية والتكنولوجية والرقمية يشكل السلطة الرابعة في فضاء مفتوح نحو الحريات وحقوق الإنسان، مؤشراً على مواطن الخلل وطرق معالجتها وتقدم خطى الإعلام الأردني خطوات ملموسة، في قدرته على مواكبة متطلبات الرسالة الإعلامية الناجحة، في الخطاب المدروس، وفي رسم الاستراتيجية الإعلامية القائمة على استمرارية التحديث، ليس فحسب في تطبيقات التقنية التكنولوجيا المتجددة ، بل في إسناد قطاع الإعلام لمسؤولية المعلومة النظيفة، كونها وسيلة أساسية من وسائل التنشئة الاجتماعية بمحاورها المتعددة، محافظاً على بث روح القيم والعادات الحميدة ، ومعبراً عن حداثية الدولة وحضارة الأمة. ومعززاً لتطلعات الدولة – قيادة وشعباً ومؤسساتٍ- وجارياً لمتطلبات الرسالة الإعلامية الهادفة، في خصائصها القائمة على احترام جمهور الناس وذكائه، وفي طرحها للمعلومة الصادقة والمحايدة، وسرعة الاستجابة لها.. كون حجم وسائل الإعلام بشقيه الرسمي والخاص الذي يتسع وبشكل غير منضبط.
وقال الدكتور عرفة: حرصت جامعة آل البيت – وستبقى بإذن الله – على بث رسالتها العلمية والتثقيفية التي رسمتها لنا قيادتنا الهاشمية، وعلى تنمية الموارد البشرية ضمن مناهجها المبنية على التخطيط المدروس، في رفد طلبة الجامعة بالفكر المنير المعتدل، والنهج الوسطي، لأننا ندرك جميعاً بأنّ الجامعات تحتضن شريحة واسعة من فئات الشباب، وتصقل شخصية الفرد المتوازنة المنتمي لدولته ومبادئها، وتشكل شخصية أفراد المجتمع بمعايير قيم العلم والمعرفة، وتقع عليها مسؤولية عليا في الدفع بأبناء الدولة للحفاظ على المكتسبات الحضارية والموارد المادية، وتجعل من الأفراد مرتبطين ومتمسكين بنبل الأخلاق والإحساس الدائم بواجب العمل البنّاء. كما أننا نحرص في جامعة ال البيت على أن نستمر في دورنا في صياغة الفكر المعتدل والنهج الوسطي من أجل مواجهة الفكر المتطرف والحد من الغلو ووقف العنف المجتمعي. وتأصيل الدور في بناء الهوية الجامعية الوطنية لدى الطلبة والجامعة وتأخير الحرية المسؤولة والديمقراطية وحقوق الإنسان ثقافة الحوار، وبرامج التوجيه الوظيفي الوطني والانتماء وتعريف الطلبة كيفية التعاطي مع اكتساب المعلومة الاعلامية السليمة، بأن يكون مصدرها مسؤول، وأن يدرك الطلبة بأن الاعلام سلاح ذو حدين خاصة في زخم نتاج التكنولوجيا والجدل الاعلامي والمعلوماتي، فهناك إعلام بنّاء وهادف، وهناك إعلام يُبنى على العواطف والتشهير وبث السموم الفكرية التي تهدم الدول وتستهدف قيمها وانسجامها وهي تحرض على الفتنة والتشكيك وتغييب معاني الثقة بين جمهور الناس من جهة وكافة مكونات الدولة من جهة اخرى.
مبينا بأن الاعلام يرتبط بمنظومة الاصلاح التكاملي في مختلف قطاعات الدولة الأردنية ، وخاصة في مجالات تحقيق التنمية الفكرية والسياسية والاقتصادية والأمن المجتمعي . وأن الإعلام الحكومي والخاص وبمختلف وسائله الاعتيادية والمواقع الإلكترونية ذو مسؤولية وظيفية، في تقرير ثقافة الإنتاجية والتنافسية ونقل المعلومة بخصائصها الموضوعية، ورسم سياساتها الهادفة في إبراز منجزات مكونات الدولة على المستوى الداخلي والخارجي ، وفي توثيق علاقات دولية تنعكس إيجابياً على مصلحة الدولة الأردنية.
بدوره، أوضح عميد معهد بيت الحكمة، الدكتور محمد المقداد، أن الإعلام يعد من أهم الأدوات تأثيراً في فكر ووعي الأفراد، مستعرضاً الدور المهم لوسائل الإعلام في التنشئة السياسية والاجتماعية.
وفي نهاية المحاضرة أجاب المومني على أسئلة واستفسارات أساتذة وطلبة معهد بيت الحكمة حول مختلف القضايا والمواضيع.