مندوبا عن رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور ضياء الدين عرفة افتتح نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية الأستاذ الدكتور محمد الدروبي فعاليات دورة الصناعة المعجمية الدولية والذي شارك فيها قرابة أربعين باحثا نصفهم من الجامعات الأردنية يمثلون نخبة خبراء اللغة العربية في مصر واليمن والكويت وقطر وسوريا وفلسطين إضافة إلى الأردن.
وفي بداية الاحتفال القى الدكتور الدروبي كلمة قال فيها: "السلام عليكم اهل العربية سدنة حرفها ورعاة معجمها ووعاة شواهدها ورحمة الله على من انتم إياه, وطبتم وطابت جمعتكم, وطاب سعيكم في خدمة العربية الشريفة, والنفح عن تاريخ لفظها وسجل معناها وتحول دلالاتها، وجعل الله عملكم منار سبيل وقناطر خيرات لتمكين العربية, وإعادة الألق الحضاري للسان العربي المبين".
وأوضح الدكتور الدروبي أن العربية ذات النفع العالي والسنن الفصيح معزولة اليوم عن الاستعمال العام, ولا حياه لها في الحياة، خلا أن طائفة من العلماء والأساتذة والأشياخ والباحثين، ما انفكت مستمسكة بها في البحث والتدريس, وفي قبالة ذلك تأخذ اللهجات البلدية المحكية مكانها, مبينا أن للبلدان العربية لهجة دارجة, تختلف إذ درت يمنة أو يسرة, مما جعل كثيرا يعتقدون أن العربية عربيات, وأنه لا توجد لغة عربية واحدة, وغاب عن أنظارهم أن مستويات الفصاحة والاقتراب من النسق الفصيح موجودة في اللغات كلها.
وقال الدكتور الدروبي انه فضلا عن حصار العربية بما يحوطها من لهجات محلية يروج استعمالها بين العامة يدخل الغزو اللغوي على العربية في عقر دارها، ورغم طرد الاستعمار من الباب, عاد من النافذة, ليصنع ما في مكنته لتعزيز لغته, بل إحلالها. وهكذا تراجع شان العربية حتى أضحت اللغة الثانية في بعض أوطانها. مبينا ان الدراسات المستقبلية تؤكد أن العربية سيكون لها شأن في المستقبل غير البعيد, بما تمتاز به من أنظمة فريدة, إذ عاشت هذه اللغة محافظة على ألقها وعطائها سبعة عشر قرنا، وعاشت اعصر القوة والضعف، والسبات والعصف، فخرجت قوية منتصرة، لأنها ولدت ناضحة مكتملة، ولم تمر بأدوار الطفولة، وبقيت ذات قدرة على الاستجابة وتلبية مجمل وظائف اللغة, فهي على ذلك حالة فريدة يصعب القياس عليها, مما يؤكد قدرتها على البقاء والنماء والاستمرار وهو ما يدعو أبناء العربية إلى ضرورة العمل وتهيئة العدة اللازمة لعبور المستقبل بخطى واثقة.
وتحدث الأستاذ الدكتور محمد العبيدي نائب مدير معجم الدوحة التاريخي للغة العربية عن فكرة المعجم التاريخي، وأهميتها، وتطورها، وضرورة تعاون الباحثين والمؤسسات في بناء هذا المعجم لتحويل الحلم إلى حقيقة تعتز بها الأمة العربية، والأجيال القادمة مشيدا بجهد العلماء الباحثين الأردنيين من معظم الجامعات الأردنية في العمل العلمي الدقيق في هذا المشروع الحيويّ المهم.
والقى عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة ال البيت الأستاذ الدكتور حسن الملخ كلمة قال فيها: "نسعد في كليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة في جامعة آل البيت بالتعاون مع مؤسسة معجم الدوحة التاريخيّ للغة العربيّة بأن يكون انعقاد هذه الدورة العلميّة المتقدّمة في صناعة المعجم التاريخيّ في بلدنا العزيز الأردن، وعاصمتنا الحبيبة عمّان؛ في ظلّ الاهتمام الرسميّ الكبير الذي يوليه الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه للتعليم العالي، وللغة العربيّة، وللبحث العلميّ؛ إذ ركّزت الورقة النقاشية السابعة لجلالة الملك عبدالله الثاني المعظم على مثلث التعليم واللغة العربية والبحث العلميّ في تأكيدٍ رسمي مطلق على مكانة اللغة العربيّة ودورها في تكوين أمتنا العربية ماضيا وحاضرا ومستقبلا على مستوى البحث العلمي، والتعليم، وتطوير المناهج؛ ولهذا لم تألُ الجامعات والمؤسّسات ذات العلاقة باللغة العربية، وفي مقدمتها جامعة آل البيت جهدا في دعم كلّ مسعى بنّاء يهدف إلى خدمة اللغة العربية، والارتقاء بها.
وتحدث الدكتور محمد الخطيب عن الإجراءات العملية في التعريف اللغويّ السليم للكلمة في اللغة العربية، وكيفية التعامل مع السياقات اللغويّة القديمة، ووصفها صرفيا وحاسوبيا، واستخلاص المعنى المناسب من السياق اللغويّ السليم الموثّق من الكتب العلمية الموثوقة في اللغة العربية، وتحديد قائله مع ضبط الكلمة وتعريفها ضبطا لغويا منهجيا مقبولا على وفق مقاييس اللغة العربية في خمس محاضرات علمية.