في غَمرة ما يشهده الوطنُ الأُردني العزيز من لُحمة وطنية فريدة، يصنعُ الأُردنيون فُصولها الرَّائعة، مُتحلقينَ حول قيادتهم الهاشميَّة الفذة، واثقينَ بالعُيُون السَّاهرة التي لا تنام، مُؤمنينَ بِقُدرة القواتِ المسلحة والأجهزة الأمنية على الحفاظ على حمى الوطن الآمن المُطمئن، الذي ردّ الله عنه كيد الكائدين، وكفّ عن ثراه كلّ يد آثمة وعقل ضال وعين عمياء، تقلَّبَ الأُردنيون بنعمة الله إخواناً، يسعى بذمتهم أدناهم، وهم يدٌ على مَنْ سواهم، لا يُعكر صفو حياتهم شرذمة قليلة غادرة تُريد بهذا الوطن السُّوء، ويريدُ الله له الخير والفلاح، وينشد أهله الحياة المُطمئنة، فلا تنقضي ساعة من النهار وآناء الليل من غير أن يرفعَ الآباء والأُمهات، والشِّيب والشباب، والثيبات والأبكار، أكف الضراعة إلى الله أن يحفظ الوطنَ عزيزاً قوياً، وأن يُوفق قيادته لكل خير وسُؤدد، وأن يبعد  عنه كيد الفجار، وأذى المُتربصين، وتدبير الظلاميين، وأنَّ يردّ كيدهم في نحرهم، ليظل الوطنُ حضناً دافئاً للجميع، لا يستبدلون به إلَّا تراب الجنة التي وعد الله عباده المتقين.

إنَّ جامعة آل البيت، إدارة ومدرسين وموظفين وطلاباً، وهي تؤكد ولاءها للوطن وقيادته، لتستنكر العمل الإرهابي الجبان الذي قامت به الزمرة الضالة الخارجة على كل القيم الإنسانيَّة في مدينة الكرك الشامخة شموخَ جبال مؤاب الأبية وسهول مؤتة الخالدة، وتؤكد أنَّ ما تعرضت له الثلة الطاهرة من رجالات الأمن العام يُمثل اعتداءً سافراً على كلِّ الأُردنيين، في مُدنهم وقراهم وبواديهم؛ لأن الأُردنيين جسدٌ واحدٌ، إن أصابه عارض تداعى له سائر الجسد.

إنَّ جامعة آل البيت وهي تعتصر ألماً لما جرى بالأمس في مدينة الكرك التاريخية العريقة، لتناشد طلابها، وعموم طلبة الوطن العزيز، إلى مزيد من اللحمة الوطنية، ورصّ الصفوف تحت راية القيادة الهاشمية، وتفويت الفرصة على كل الأدعياء والمتربصين والحاقدين والجاهلين والسفهاء الذين خاب سعيهم بفضل وحدة الشعب الأردني ووعيه الكبير.

ندعو لشهداء الواجب الأبطال بالرحمة والرِّضوان، فهم – بإذن الله – أحياء عند ربهم يرزقون، ونُعزي الوطنَ وقائده بهذه الكوكبة الباسلة من مُرتبات الأمن العام والمواطنين الأبرياء، وندعو جميع منتسبي الجامعة إلى وقفة وطنية عند صلاة الظهر اليوم الاثنين، أمام مجمع بني هاشم، وإقامة صلاة الغائب على أرواح شهداء الوطن.

حمى الله الأردن، وحفظ قيادته، ورحم شهداءه، آمين.