مندوباً عن صاحب السمو الملكي الأمير غازي بن محمد رعى رئيس جامعة آل البيت الأستاذ الدكتور ضياء الدين عرفه فعاليات المؤتمر الدولي حول دور الأردن في إحياء التراث العربي الإسلامي والذي نظمته كلية الآداب والعلوم الإنسانية وبالتعاون مع كلية الشريعة ومركز إحياء التراث الإسلامي في جامعة آل البيت بمشاركة عدد من العلماء والباحثين من مختلف الدول العربية الإسلامية .
حيث نقل رئيس الجامعة الدكتور عرفه عن سموه تحياته وأُمنياته بنجاح هذا المؤتمر، مبينا ان سموه كان حريصاً على تشريف المكان والالتقاء بالمشاركين الكرام ، بيد أنَّ عارض السَّفر حال دون تحقيق هذه الرغبة الغالية، متمنين لسموه السَّلامة في الحل والترحال والحضر والسَّفر، شاكرين شموله هذا المؤتمر العلمي برعايته الكريمة.
وبين الدكتور عرفة حرص الجامعة على القيام بواجبات رسالتها العلمية السامية في تشجيع البحث العلميّ، والتعريف بمنجزات الحضارة العربيَّة الإسلامية، وتنمية الشعور بالانتماء إلى التُّراث الإسلامي العريق، وإتاحة فرص التواصل بين العاملين في حقول المعرفة الإسلامية.
مبينا ان تنظيم هذا المؤتمر التراثي دليلاً ناصعاً على وفاء الجامعة برسالتها وإخلاصها لأهدافها، فهو مؤتمر وطني في موضوعه، دولي بمشاركاته، نهضت به جامعة آل البيت بالتعاون مع صندوق دعم البحث العلمي في وزارة التعليم العالي، ليكون إنجازاً جديداً نهديه إلى الوطن الغالي الذي تُزين جيدَهُ أطواقٌ من الإنجازات العلميَّة الفريدة التي نهض بها المُحققون الأُردنيون منذ أكثر من نصف قرن.
وقال الدكتور عرفة : إن هذا المؤتمر ينطلق من دراسة التراث الخطي الإسلامي في شتى علوم حضارتنا ومعارفها، لكنه في الوقت نفسه ينفتح على أحدث المناهج والأساليب والتقانات المعاصرة في التعامل مع نصوص هذا التراث: نشراً وإخراجاً ودراسةً وتحليلاً وفهرسةً، فيتحقق باجتماعكم هذا تبادل الخبرات الواسعة في خدمة الموروث الحضاري الذي يمثل مشاركتنا الحضارية الفاعلة في بناء الحضارة الإنسانية، وعمارة الأرض، وتحقيق مفهوم الاستخلاف الشرعي، ليعيش الناس بأمن وسلام ودعة ورحمة ومودَّة.
وبين أن الدلائل الواضحات على مدى اهتمام الجامعة بالتراث وتحقيق عيونه نهوض نفر من أعضاء هيئة التدريس في كليتي الآداب والشريعة بنشر قرابة ثمانين تحقيقاً علمياً في المعارف الإسلاميَّة وعلوم اللغة العربيَّة وآدابها والعلوم التاريخيَّة، مما يجعل هذه الجهود القيمة - كماً ونوعاً- إضافةً حقيقيَّة في حركة إحياء التراث في هذا البلد المعطاء.
وقدم رئيس الجامعة شكره لسموه الامير غازي لرعاية هذا المؤتمر وكل من ساهم في انجاح المؤتمر وخاصة صندوق دعم البحث العلمي والسادة مجمع اللغة العربية الأردني.
وألقى نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية رئيس المؤتمر الأستاذ الدكتور محمد الدروبي كلمة قال فيها "إن انطلاقة مؤسسات التعليم العالي مثلت منذ مشرع الستينات شامة فارقة في تاريخ العناية الأردنية بالموروث الخطي :دراسةً وتحقيقاً ونشراً وفهرسةً إذ ناء نفر من أكفاء أساتيذ الجامعات في كليات الآداب والشريعة والعلوم بالحظ الأوفر من العناية ببعث التراث وإحيائه حتى أمست التحقيقات الأردنية علامة وضاءة في تاريخ نشر التراث في راهن عصرنا ونهض منها الدليل على منزلة الأردن في الحركة الإحيائية , وقيمة ما قدم المحقق الأردني من جهود مبرورة لفتت أنظار الجميع".
وأشار إلى أن وجوه العناية الأردنية بالتراث تعددت وتعانقت الجهود الأهلية والرسمية وتشكلت خريطة الإحياء من عشرات الأسماء اللامعة فضمت الأساتيذ في جامعاتهم ومعاهدهم ومشايخ العلم في هجرهم ومعاقلهم وتلونت هذه العناية بين تحقيق النصوص بقدر ما تأذن به الروح العلمية ونقد التحقيق والإبانة عن مزالق المحققين ,إضافة إلى فهرسة الموروث المخطوط والتعريف بمطبوعه فضلاً عن دراسة هذا التراث وتحليله وتشريحه.
عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية – مقرر المؤتمر الدكتور حسن الملخ قال إن إقامة المؤتمر جاء لدور الأردن في إحياء التراث العربي الإسلامي وتجسيداً لفلسفة الجامعة في العناية بتراث الأمة المخطوط حفظاً وتحقيقاً ونشراً وتحليلاً وفهرسةً ممثلاً في الإنتاج الأردني المميز في مجال إحياء التراث العربي الإسلامي.
كلمة المشاركين ألقاها الأستاذ الدكتور رمزي بعلبكي من الجامعة الأمريكية في بيروت ثمن فيها مبادرة جامعة آل البيت في إقامة هذا المؤتمر الهام بدليل حجم المشاركة العربية الإسلامية بفعاليات هذا اللقاء ليعود بالفائدة على أمتنا العربية والإسلامية وبيان أهمية الأبحاث العلمية في إثراء التراث العربي الإسلامي.
وحضر فعاليات المؤتمر والتي تستمر لمدة يومين نواب رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور محمد الخلايلة والأستاذ الدكتور علي أبو غنيمة والأستاذ الدكتور سالم العون وعدد من عمداء الكليات والطلبة كما قام رئيس الجامعة بتوزيع الدروع التكريمية على المشاركين ورواد الحركة التراثية العربية الإسلامية .