قال رئيس مجلس الأعيان دولة الدكتور عبد الرؤوف الروابدة "بأنه في ظل هذه الظروف الخانقة في تاريخ امتنا العربية وانهيار النظام العربي ودول عريقة، وانهيار سلم أولويات القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، إلا أننا في الأردن ستبقى فلسطين قضيتنا الأولى والمركزية والتي لا يتقدم عليها قضية "
وأضاف خلال رعايته فعاليات مؤتمر "الأبعاد الاستشرافية في التحولات المستقبلية للقدس الشريف " الذي نظمه معهد بيت الحكمة في جامعة آل البيت وبالتعاون مع المؤتمر الإسلامي لبيت المقدس" إننا في هذا الوطن على غير سابقة في امتنا العربية مسؤولون عن وطنين، فنحن مسؤولون عن الأردن وطن الأحرار الذي يفيء إليه كل من هجر وطنه أو هجره وطنه، فلا يجد احد مكانا دافئا إلا في هذا البلد الطيب"
وأشار الروابدة إلى أننا مسؤولين في الوقت نفسه عن فلسطين التي تربطنا بها علاقات تاريخية لا يفهمها غيرنا ولا يعرفها أشقاؤنا، فنحن وفلسطين واحد منذ التاريخ، وسنبقى مدى التاريخ إلى جانب فلسطين والتي هي منا ونحن منها، مؤكدا بأن كل من يحاول أن يشق صفنا في هذا الوطن مجرم بحق الأردن وقبل أن يكون مجرم في حق فلسطين.
وبين رئيس مجلس الأعيان أن القدس درة المدائن ورمز فلسطين فهي تعيش واقعا ضنكا جراء الاحتلال والظلم ومحاولة تزوير التاريخ والتي بحاجة إلى توثيقها ولكن ليس توثيقا بالمواقع، موضحا أن فلسطين تاريخ وإنسان وعقيدة تمثل جميع صفات امتنا العربية، وانه في حال تركها فان المحتل سيغير كل معالمها.
وأضاف الروابدة أن الأردن استطاع استقبال الأشقاء من الفلسطينيين والعراقيين والسوريين رغم ما يعاني من ظروف وفقر في المياه والطاقة، إلا انه ما زال مستمر في ذلك، فهذا الوطن يستطيع أن يستوعب كل الأعراب أشقاء وأحباء وشركاء في بناء هذا الوطن.
وركز الروابدة على الدور الكبير للأكاديميين من خلال العمل على توثيق القدس وعدم الاكتفاء بعملية البحث العلمي أو التوثيق في المجلات المحكمة، مشيرا إلى أن هناك دور للأكاديميين من خلال التعاون مع جميع الأكاديميين في العالم من المحبين للسلام والعادلة، ليكونوا صوتكم لنشر قضية القدس، موضحا ضرورة التعاون أيضا مع كافة المؤسسات والمنظمات الدولية للمحافظة على تاريخ القدس وفلسطين إلى يوم نستطيع فيها استرداد حقنا.
رئيس جامعة آل البيت الأستاذ الدكتور ضياء الدين عرفة قال " إن مدينة القدس حظيت باهتمامات المملكة الأردنية الهاشمية قبل وبعد الاحتلال، حيث بدأ الاعمار الأردني الأول للمدينة عام 56 وتم ترميم المسجد الأقصى وإنشاء الجزء المهدوم فيه وإزالة آثار الحريق عام 69 وإعادة إنشاء مسجد عمر وحراب زكريا ومقام الأربعين المجاورين ومنبر صلاح الدين "
وبين الدكتور عرفة أن المقدسات المسيحية كان لها نصيب من الحفاظ والرعاية لها والعناية بها وبالأمس القريب توج الاهتمام الأردني بالقدس الشريف بقبول الوصاية على الأماكن المقدسة، حيث قامت جامعة آل البيت بترجمتها إلى عدة لغات وتم توزيعها على الكثير من المؤسسات والباحثين ليعلم القاصي والداني أن الفعل الأردني ما يزال وسيبقى في مجال الاهتمام بالقدس والمقدسات حاضرا ومستقبلا .
وأشار رئيس الجامعة إلى انه بالرغم مما مرت به المدينة المقدسة من أزمات وحروب واحتلال وسفك لدماء الأبرياء والتهجير والتدمير إلا أنها ستبقى مغروسة في وجدان كل عربي وكل مسلم باعتبارها ارض الأنبياء وارض الطريق إلى السماء وهي مدينة السلام وزهرة المدائن .
أمين عام المؤتمر الإسلامي الدكتور عزت جرادات أوضح أن القدس تشهد عربيا وإسلاميا بعض الاهتمام والإدراك لخطورة المشروع الصهيوني واختلال الأوضاع في القدس وغموض مستقبل القدس ومصيرها وتراجع الاهتمام بها على مستوى القمم العربية والإسلامية ودولها، منوها بأنه لولا الصوت الأردني الوحيد للدفاع عن القدس في المحافل الدولية، والاعمار الهاشمي للأقصى من القرن الماضي واستثناء الأوقاف من قانون فك الارتباط والتوثيق الدولي للولاية الهاشمية للمقدسات الدينية المسيحية والإسلامية في القدس لكانت شؤون المقدسات الدينية تحت إدارة وحدة صغيرة تابعة لوزارة الأديان الإسرائيلية.
وبين الدكتور جرادت أن القدس تشهد اهتماما جديدا ومتأخرا لدى الجامعات العربية والإسلامية وذلك من خلال الاهتمام بإقامة المؤتمرات الأكاديمية في العديد من تلك الجامعات بهدف إبقاء قضية القدس حية في ضمائر الأجيال وحيوية على الساحة الأكاديمية والتعريف بها استجابة لنداءات من لجنة القدس وفلسطين المنبثقة من المجلس الإسلامي في القاهرة والمؤتمر الإسلامي لبيت المقدس.
عميد معهد بيت الحكمة ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدكتور محمد الهزايمة تطرق بدوره إلى الجهود المبذولة التي قامت بها الجامعة لتنظيم هذا المؤتمر والذي جاء لعيون القدس من خلال التركيز على مجموعة من المحاور لتكون جامعة لما يدور حول القدس وبمشاركة أكثر من عشرين باحثا من الداخل والخارج للحوار والنقاش حول مختلف القضايا للوصول إلى نتائج وتوصيات من شانها بلورة أفكار جديدة.
واستذكر الدكتور الهزايمة الشهداء من الجيش العربي الأردني الذين ضحوا من اجل الدفاع عن القدس والمقدسات الإسلامية في فلسطين، مشيرا إلى الدور الهاشمي الكبير في اعمار المسجد الأقصى.
وتابع الدكتور الهزايمه حديثه قائلا " إننا من المفرق الأبية التي تقف طودا شامخا يقاوم زحف الصحراء إلى القدس الصامدة في وجه الهجمة البربرية، ومن جامعة آل البيت، إلى قباب الأقصى ومآذنه ليمتد السلام من عمان إلى الخليل ومن الكرك إلى الجليل ومن السلط إلى جنين ومن اربد حاضرة الشمال إلى ربوع كل مدينة وقرية بين النهر والبحر في فلسطين.
وفي ختام حفل الافتتاح قام الدكتور الروابدة بتوزيع الدروع التكريمية على داعمي فعاليات المؤتمر، كما قام الدكتور عرفة بتسليم راعي المؤتمر درع الجامعة .
وحضر فعاليات المؤتمر نائب رئيس الجامعة لشؤون الكليات الإدارية الأستاذ الدكتور أسامة نصير ونائب الرئيس لشؤون الكليات العلمية الأستاذ موفق العموش وعمداء الكليات وأعضاء الهيئة التدريسية وجمع غفير من الطلبة وأبناء المجتمع المحلي .