بدعوة من معهد بيت الحكمة في جامعة آل البيت ألقى الأستاذ الدكتور حمدي عبد الرحمن حسن استاذ النظم السياسية في جامعة زايد بن سلطان بالإمارات العربية محاضرة بعنوان "دور القوة الناعمة في العلاقات الدولية بعد الحرب الباردة ".
وفي البداية تحدث الدكتور حسن عن الاتجاهات السياسية الدولية مثل القوة الناعمة والهيمنة الدولية للدول العظمى على دول العالم الثالث عن طريق دبلوماسية البنادق أو الأبوية السياسية أو تقديم المساعدات الخدمية والمشاريع التنموية للدول الفقيرة والنامية من أجل الهيمنة عليها سياسياً مستشهداً على هذه السياسات بهيمنة بعض الدول العظمى على القارة الأفريقية .
وبين أن النظرة العامة للمشهد الدولي تنقسم إلى رؤيا جزئية وأخرى كلية حيث دائما ما تكون النظرة الجزئية خاطئة ذلك أن الإعلام الدولي يقدم لنا صور ذهنية خاطئة عن المشهد الدولي تبعاً لأجنداته الخاصة مشيراً إلى أن الإعلام العربي فشل في التوقع والتنبؤ والتأثير في الرأي العام الدولي.
وتسائل المحاضر عن الاهتمام والتحول في الاهتمام الدولي في أفريقيا وتحول صيغ الهيمنة الدولية في النظام الدولي وفقاً للنظريات .
وأكد الدكتور حسن أن للهيمنة الدولية شق عسكري صلب مرتبط بنظرية التوسع الرأسمالي لذلك يتبع النظام الدولي نظرية القوة التي تخلق الحق وتحميه وغالباً ما كانت دول العالم الثالث هي الخاسرة جراء هذه السياسات وشق هيمنة ناعم وكلاهما سيان وفي كلا الحالتين يعتبران هيمنة .
وأستعرض المحاضر نماذجاً من الثقافة الافريقية وتطور القوة الناعمة وأستخدامها في العلاقات الدولية وتنافس القوى الدولية في استخدامها مركزاً على التنافس الشرقي والغربي على افريقيا متمثلاً بالصين والولايات المتحده وبظهور دولة الصين كلاعب رئيسي وقوة عظمى في موازين القوى الدولية ومحاولتها الهيمنة على عدة دول أفريقية من خلال التدخل الاقتصادي والتنموي بعيداً عن الشق العسكري مشيراً إلى ظهور اطار دولي جديد يتمثل في صياغة راموس عام 2004 ان إجماع بكين الذي يقدم الصين بأعتبارها بديلاً للتنمية وبديلاً للهيمنة الأمريكية وشريكا في التنمية لدول الفقيرة والنامية وتأثيرها في التحول السياسي .
وركز المحاضر الدكتور حسن على على دور المؤسسة الدولية وعلى رأسها البنك الدولي في الاستخدام الغربي للقوة الناعمة وأسهام الاعلام العالمي المتحيز في ذلك وأشار إلى سياسة البنك الدولي وتأثيره في العلاقات الدولية كوسيلة للقوة الناعمة والمتمثلة بتقديم تمويلاً مشروطاً للدول النامية .
ودعا الدكتور حسن الى أن يكون هناك نوع من التشاركية على المستوى العربي لمواجهة التحديات الراهنة وبناء مستقبلاً عربياً مشيراً الى وجود نظام ثالث في السياسة الدولية يقوم على فكرة الشراكة بين الدول بحيث تكون العلاقة ندية بينها بعيداً عن هيمنة الدولة القوية على الضعيفة . واضاف أن هناك تنظيمات عدة ظهرت على الساحة الدولية وشكلت عنصراً مؤثراً في العلاقات الدولية مثل القاعدة وداعش وبوكو حرام وغيرها من التنظيمات مؤكداً أن هناك دول عظمى تسعى من خلال سياستها الدولية الى تعميق الطائفية والانقسامات وهي من خلقت البيئة المناسبة لظهور مثل هذه التظيمات.
وتحدث الدكتورعلي الشرعة من معهد بيت الحكمة في جامعة ال البيت حول القوة الناعمة والقوة الصلبة في الاطار العربي ولماذا يركز الغرب على الصلبة مع العرب وفي احسن الاحوال الذكية ، وتطرق الدكتور الشرعة الى التراجع في الدبلوماسية الشعبية العربية بسبب غياب مفهوم المواطنة وأنحسار المجتمع بين دافع ضرائب وسارقها متسائلاً بأي مدخل سيسهم أذا كان حال العرب ما زال يرتكز على أن الارض والشعب ملك للنظام بينما الغير أحس بمساواته من خلال المواطنة الصادقة التي عززت الانتماء فأدت الى قيام المواطن برسالته .
وفي نهاية المحاضرة التي قدم لها وأدارها عميد معهد بيت الحكمة الاستاذ الدكتور محمد الهزايمة وحضرها وجمع غفير من طلبة الجامعة وعدد من اعضاء الهيئة التدريسية دار حوار موسع بين المحاضر والحضور اجاب خلاله المحاضر على اسئلتهم واستفساراتهم .