نظم المركز الثقافي الإسلامي في جامعة آل البيت ندوة بعنوان "أثر التطرف على الهوية الوطنية " شارك فيها الدكتور إبراهيم غرايبة الصحفي في جريدة الغد والدكتور يوسف الربابعة من جامعة فيلادلفيا والاستاذالدكتور هاني أخو أرشيدة أستاذ العلوم السياسية ورئيس كرسي اليونسكو للديمقراطية وحقوق الإنسان في معهد بيت الحكمة بالجامعة والأستاذ الدكتور عامر الحافي أستاذ الأديان من كلية الشريعة في جامعة آل البيت .
وفي البداية تحدث الدكتور إبراهيم الغرايبة عن مسألة التكفير والتطرف وعلاقتها بالحكم السياسي وعن تاريخ الخلافة الإسلامية منذ نشأتها إلى وقتنا الحاضر وأكد على أن سياسة أنظمة الحكم هي التي أنشأت ودعمت ظاهرة التطرف وطورت المفهوم الديني للحكم مما أدى لظاهرة تكفير الحكام التي على أساسها نشأت الجماعات الإرهابية.
وتناول الدكتور يوسف الربابعة المفهوم العام للتطرف وهو الشعور بامتلاك الحقيقة مشيراً إلى أن السبب تربوي وتعليمي منذ البداية لذلك يجب أن يبدأ تغيير الفكر المتطرف من المدرسة والمسجد اللذان يعتبرا أهم مصدرين من مصادر الفكر الديني من أجل ذلك يتم إنشاء جيل منفتح قادر على تقبل الآخر ولا يحمل فكراً متطرقاً .
الدكتور هاني أخو أرشيدة شدد على أن رسوخ الهوية الوطنية سبب تماسك المجتمع ذلك أن تكوين هويات فرعية على أسس طائفية ومذهبية أوجد بيئة خصبة للتطرف مما أدى إلى حدوث أزمة هوية ، فالهوية الوطنية حديثاً أصبحت بحاجة الى تحصين كشرط وجود مجتمع سياسي واجتماعي متماسك تتوافق فيه الشرعية مع المشروعية وتؤدي الى وحدة أبناء هذا الوطن لمواجهة التطرف.
وأستعرض الدكتور عامر الحافي إشكالية مفهوم الحكم حيث كان للحرية السياسية الإقصائية دور كبير في إيجاد الاحتقان والتطرف موضحاً أن الجرائم والأفعال التي ترتكب الآن باسم الإسلام صورة ممسوخة عن الإرهاب وتظهر في وسائل الإعلام خدمةً كبيرة لأعداء الإسلام ومن هنا يجب أن يفكك التطرف الذي يعتبر علامة تأخر عن الأمم الأخرى .
مدير المركز الثقافي الإسلامي الدكتور حارث العيسى الذي أدار الندوة بين أهمية عقد مثل هذه الندوات لما لها من فوائد في توعية الجيل الناشئ ومحاربة الفكر التكفيري والمتطرف الذي شوه صورة الإسلام والمسلمين.
وفي نهاية الندوة التي حضرها جمع غفير من الطلبة دار حوار موسع بين المحاضرين والحضور أجابوا خلاله على أسئلتهم واستفساراتهم .