نظم مركز دراسات العالم الإسلامي في جامعة آل البيت محاضرة عن التسامح الديني شارك فيها الأب سامي قندح خوري من الكنيسة الكاثوليكية في محافظة المفرق والدكتور عامر الحافي من المعهد الملكي للدراسات الدينية.
بين فيها الأب قندح أن جميع الشرائع السماوية حملت مسؤولية تحقيق المحبة والسلام والتعايش السلمي على أساس المساواة بين الناس في الحقوق والواجبات وتحقيق الأمن الشامل والتكافل الاجتماعي وحسن الجوار. مشيراً إلى أن الأديان جاءت لدعوة الناس للايمان بالله والآخره والثواب والعقاب وممارسة الفضيلة ونبذ الرذيلة وانه وليس لأحد أن ينتقص من دين أحد فالدين لله والوطن للجميع وأن الدين الإسلامي يدعو إلى مجادلة أصحاب الديانات الأخرى بالتي هي أحسن وأن رسالة عمان هي دعوة لنزع الضغائن من القلوب وإحلال السلام مؤكداً أن المحبة هي الفضيلة الأولى التي حملها السيد المسيح للعالم.
وقال الأب قندح أن انتشار الحروب والقلائل وقتل الأبرياء تحت مختلف الحجج وما نراه من التمييز الديني والعرقي يجعلنا في أمس الحاجة إلى التسامح والمغفرة.
ودعا الدكتور الحافي إلى أهمية الحوار فالإسلام كان دائماً وسطياً يدعو إلى التسامح ومكارم الأخلاق والمحبة والتعاون ونبذ العنف والتطرف نافيا ما يعتقده البعض من أن الإسلام ديانة مليئة بالتحريض والكراهية، فالأصل بين الناس في الإسلام الأخوة، قال تعالى (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) فلم يقل لتصارعوا أو لتقاتلوا أو لتحاربوا فالإسلام يضع غاية الاختلاف وهو التعارف وأنّ الاختلاف سبب لتحريك العقول وسبب لاستقراء المعرفة الإنسانية وهذا شيء محمود.
مدير مركز دراسات العالم الإسلامي الدكتور محمد العيسى أكد أهمية هذه المحاضرة وخاصة في ظل الظروف الراهنة التي يرتكب فيها القتل والإرهاب باسم الدين، مبينا بان جميع الديانات السماوية تقف ضد القتل وإرهاب الناس.
وفي نهاية المحاضرة دار حوار موسع حول ماهية التسامح الديني في هذا الوقت الحرج الذي يمر به العالم العربي والإسلامي.