أكد رئيس الوزراء دولة الدكتور عبد الله النسور أن كفاءة وقدرة الدولة الأردنية في التعامل مع الأزمات، تعود إلى ميزة القيادة والشعب في آن واحد بالحفاظ على امن واستقرار الوطن وكفاءتهما في تجاوز التحديات.
وأضاف الدكتور النسور في محاضرة ألقاها في جامعة آل البيت بعنوان "أردن آمن في محيط غير مستقر" إن حفاظ الأردن على أمنه واستقراره ومنعته لم يكن محض صدفة أو وليد حالة غير منظمة، بل ارتكز على عوامل ارتبطت بقوة الدولة، وقدرتها على إدارة مختلف المراحل بكل كفاءة واقتدار، مستندة إلى حكمة القيادة الهاشمية الفذة، التي كانت على الدوام محط ثقة الأردنيين وإجماعهم.
وأشار الدكتور إلى انه لا بد من التأكيد على إننا في الأردن نعيش في منطقة محفوفة بالخطر، إذ لم تشهد منطقتنا العربية استقرارا سياسيا منذ ما يزيد عن قرن، وحتى يومنا هذا، إلا أن الأردن استطاع أن يبني لنفسه كيانا راسخا ومؤثرا، قاوم خلاله التحديات بضراوة، وحافظ على أمنه واستقراره رغم الظروف والأحداث التي أدت الى تغييرات جذرية على مستوى العالم والمنطقة، موضحا بأنه وبالنظر إلى أحداث الربيع العربي التي انطلقت منذ عامين، نجد الحالة الأردنية تميزت عن غيرها إلى حد كبير، ففي الوقت الذي تحولت فيه أحداث الربيع العربي لحالة صدام بين الأنظمة والشعوب، كان الأردن ينفذ إصلاحات سياسية شاملة تؤسس لمستقبل أفضل في الحياة السياسية.
وتطرق الدكتور النسور الدور الذي تقوم به أجهزتنا الأمنية في الحفاظ على امن الوطن والمواطن كبير، فكفاءة جيشنا وأمننا يشهد بها القاصي والداني، حيث أصبحت محط إعجاب الجميع، مدللا بذلك على السعي الدؤوب للاستفادة من الخبرات العسكرية الأردنية في مختلف المحافل.
وقال انه وفي ظل الربيع العربي لعبت الدبلوماسية الأردنية دورا بارزا في دعم الأشقاء الذين عانوا من ويلات الحروب والدمار، وأسهمت بتخفيف مصابهم، مشيرا إلى أن الأردن، ورغم الصعوبات الاقتصادية التي يعانيها وشظف العيش، احتضن عددا كبيرا من السوريين الذين فتكت بهم آلة الحرب في بلادهم.
وأكد الدكتور النسور أن الأردن استثمر علاقاته الايجابية مع مختلف دول العالم من اجل الدفاع عن القضية الفلسطينية، ويؤكد على الدوام ضرورة أن يؤدي المجتمع الدولي تجاه ما يقاسيه المواطنون الفلسطينيون على أراضيهم.
وفي رده على الأحداث التي حصلت أخيرا قال النسور: إن الأردن نجح نجاحا لافتا بضبط النفس واقتدار الأجهزة الأمنية وصبرها وحلمها إلى جانب وعي المواطنين الحريصين على امن بلدهم، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية كانت تنافس لكسب قلوب الشعب فأضحت قريبة منه على الدوام.
وألقى رئيس جامعة آل البيت الدكتور فارس المشاقبة كلمة قال فيها: أرحّب بدولتكم في رحاب جامعة آل البيت أجمل ترحيب, في هذا المكان الطيب, الذي يعتبر ثمرة من الثمار التي غرسها المغفور له بإذن الله جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه, وأرسى دعائمها ودعم مسيرتها صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين أطال الله في عمره. ويسعدني في هذا المساء الطيب تشريف دولتكم للحديث في شأن في غاية الأهمية ألا وهو أمن الأردن واستقراره في ظل الوضع غير المستقر الذي نشهده في مناطق مختلفة من عالمنا العربي، وهو موضوع أساسي في حياة المواطنين، فبدون الأمن لا تستطيع الشعوب التقدم والازدهار.
وأشار الدكتور المشاقبة إلى أن القيادة الهاشمية على رأس دعاة الإصلاح ومحاربة الفساد، قيادة تتسم بالحكمة في معالجة كافة الأمور، تحتضن كافة أطياف الشعب، من شتى المنابت والأصول، قريبة من أفراد شعبها، تحل قضاياهم وترعى شؤونهم، متواصلة معهم في كافة مناحي الحياة.
وفي نهاية اللقاء الذي حضره محافظ المفرق عبد الله السعايدة وعدد من رؤساء الجامعات الأردنية ونواب رئيس الجامعة وفعاليات رسمية وشعبية وأكاديمية وممثلو مؤسسات المجتمع المدني والمتقاعدون العسكريون، جرى حوار موسع حول جملة من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية.