نظمت وحدة الدراسات العمانية في جامعة آل البيت الملتقى العلمي التاسع بعنوان التواصل الحضاري العماني المغاربي في العصر الحديث ( سليمان باشا الباروني وحضوره في الثقافة العمانية) رعاه رئيس الجامعة الدكتور فارس المشاقبة وبمشاركة نخبة من العلماء والباحثين.
وألقى الدكتور المشاقبة كلمة قال فيها " إن جامعة آل البيت تشرع أبوابها خدمة للعلم وأهله ، فهذه الجامعة التي انبثقت فلسفتها من جوهر الإسلام الحنيف وتقوم مبادؤها على أسس الوسطية والاعتدال وأهدافها تنهض على أعمدة التواصل مع الشعوب العربية والإسلامية وذلك انسجاما مع رؤية المغفور له بإذن الله جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه والتي أرداها جامعة تجمع بين علوم الدين والدنيا "
وبين الدكتور المشاقبة أن مشاركة هذه النخبة من المهتمين من مختلف أقطار العالم العربي وما تتناوله جلسات العمل من قضايا ومحاور مختلفة ستبين جهود هذه العالم الفذ المبدع في خدمة قضايا وطنه ومقاومته المستعمرين بروح إسلامية إصلاحية .
الأمين العام بمكتب الإفتاء في سلطنة عمان الشيخ احمد بن سعود السيابي أوضح بدوره ان عُمان عرفت الزعيم الباروني قبل أن تراه، وذلك من خلال جهوده وجهاده، وشاع ذكره في أوساط القطر العماني لدى جميع أطيافه المجتمعية، ولم يغب الباروني عن بال القيادة السياسية في عُمان والتي عينته ممثلا لها في المؤتمرات ومفوضا عنها في حل الخلافات وإيجاد التفاهمات السياسية.
وأضاف السيابي أن عُمان احتضنت الزعيم الباروني احتضان الأم الحنون لابنها المثقل بالهموم والشجون والتي وجد فيها الحضن الدافئ بعد رحلة حياته شاقة لاقى خلالها من النصب والتعب ألوانا.
مدير وحدة الدراسات العُمانية في الجامعة الدكتور عليان الجالودي أكد من جانبه أن الوحدة ترجمت منذ نشأتها رسالة جامعة آل البيت والمتثملة برسالة الإسلام السمحة الداعية إلى التجديد والاجتهاد وإشاعة الفكر الحر المستنير، حيث نهضت الوحدة العُمانية بما خطط لها من أهداف وخدمة تراث الأمة وحضارتها وفكر علمائها الأفذاذ، من خلال خدمة تراث عُمان وحضارتها، وجاءت الندوة ثمرة التعاون ما بين جامعة آل البيت وجامعة السلطان قابوس.
مدير مركز الدراسات العُمانية في جامعة السلطان قابوس الدكتور محسن الكندي تطرق إلى أهمية إقامة مثل هذه الملتقيات الثقافية ما بين الجامعتين وصولا إلى تحقيق التعاون والتواصل المطلوبة لخدمة العلماء والمؤرخين.
كلمة المشاركين ألقاها حفيد العالم الباروني الدكتور صلاح الدين الباروني شكر فيها العلماء والباحثين على جهودهم في تكريم هذا المجاهد. مستعرضا حياة المؤرخ وجهاده ومقالاته وشعره المجموع في ديونه الذي يرسم لوحات صادقة ومعبرة عن حبه الراسخ لوطنه وأمته العربية والإسلامية.
وشملت فعاليات الملتقى تقديم أوراق عمل حول شخصية الباروني وحياته العلمية والنضالية والسياسية والثقافية والأدبية والاجتماعية.