أكد رئيس مجلس أمناء جامعة آل البيت معالي الدكتور محمد حمدان أهمية الملتقيات العلمية الهادفة نحو إشراك العلماء والباحثين لبيان ضرورة التواصل الحضاري ما بين كافة الشعوب وبما يعود بالفائدة من الاستفادة من حضارة تلك البلدان.

 

وأضاف خلال افتتاحه فعاليات الملتقى الثامن حول التواصل الحضاري العماني المغاربي في العصر الحديث الذي نظمته وحدة الدراسات العمانية في جامعة آل البيت وبالتعاون مع سفارة سلطنة عمان، إننا معنيون جمعيا بتوضيح دور الجامعات في إبراز مثل هذه الملتقيات البحثية للوصول إلى تحقيق الرؤى التي من شانها أن تسهم في تعزيز الدور الحضاري المنشود وتبادل اللقاءات والخبرات ما بين العلماء والباحثين.

 

وبين الدكتور حمدان حرص جامعة آل البيت على الاستمرار في دعم النشاطات البحثية والعلمية وتشجيع التعاون الثقافي والأكاديمي والبحثي وإقامة الندوات والورشات المتخصصة ليكون لها الآثار الايجابية على التعريف بالتراث الحضاري والثقافي، موضحا أن الجامعة متواصلة في فتح أبوابها لإقامة اللقاءات الحضارية والإسلامية من مختلف دول العالم.

 

وألقى الملحق الثقافي في سفارة سلطنة عمان سعادة الدكتور عبد الله بن جمعة الشقصي كلمة قال فيها:" إن التواصل العماني المغاربي يعتبر أنموذجا حيا يحتذى في مختلف مجالات الحياة على الرغم من التباعد المكاني سيما في القرنين التاسع عشر والعشرين وهو يزداد رسوخا وازدهارا في القرن الحادي والعشرين. مبينا بان مظاهر التواصل تتمثل في الرحلات العلمية وحركة التأليف والتحقيق العلمي, وجهود الإصلاح والتجديد التي قام بها العلماء والمفكرون والمصلحون في عُمان وبلاد المغرب العربي, ومساهمة الجانبين في العمل السياسي فضلا عن دور المؤسسات الرسمية وغير الرسمية في توثيق وإدامة هذا التواصل الحضاري.

 

مدير وحدة الدراسات العمانية الدكتور عليان الجالودي أوضح من جانبه أن اختيار موضوع التواصل الحضاري العماني المغاربي في العصر الحديث ينبثق في الأساس من تقديرنا لعمق هذا التواصل وعمق حضوره التاريخي منذ دخول العرب الفاتحين إلى بلاد المغرب العربي والدور الذي نهض به حملة العلم لقرون خلت والذي لا شك أسهم ليس فقط في أسلمه الغرب الإسلامي بل وفي صبغ حضارته وثقافته بالصبغة العربية الإسلامية, وتواصلت هذه العلاقات من خلال الرحلات العلمية واللقاءات التي تتم من خلال مواسم الحج إلى الديار المقدسة وزيارات العلماء المتبادلة, وتبادل الكتب والمخطوطات والبعثات العلمية للدراسة والتدريس وهي صلات تعمق مجراها في النصف الثاني من القرن التاسع عشر والقرن العشرين بعد قيام الدول الحديثة والتحرر من الهيمنة الاستعمارية من خلال الدور الذي نهضت به المؤسسات الرسمية والأكاديمية بين طرفي هذا التواصل .

 

كلمة المشاركين ألقاها الدكتور فرحات الجعبيري من تونس تطرق خلالها إلى أهمية هذه اللقاءات الحضارية التي كانت انطلاقة نوعية لتكثيف الجهود لبيان دور العلماء والباحثين في إبراز الجوانب الثقافية والأدبية. 

 

وتتضمن فعاليات الملتقى التي تستمر يومين على تقديم أوراق عمل حول مختلف الأبعاد الحضارية والثقافية والأدبية والجهود المبذولة نحو مواصلة التواصل الحضاري.

 

وفي ختام افتتاح فعاليات الملتقى الذي حضره الأمين العام بمكتب الإفتاء في سلطنة عمان الشيخ أحمد بن سعود السيابي ونواب رئيس جامعة آل البيت الدكتور هاشم المساعيد والدكتور ناصر الخوالدة، قام الدكتور حمدان والشيخ السيابي بتكريم عدد من المشاركين في الملتقى من مختلف دول العالم.