نظمت وحدة الدراسات العُمانية بجامعة آل البيت ندوة بعنوان "الشيخ نور الدين السالمي (1286-1332هـ/ 1869-1913م): اجتهاداته الفقهية وجهوده الفكرية والإصلاحية" افتتحها رئيس جامعة آل البيت الدكتور نبيل شواقفة, احتفاءً بالمئوية الأولى على رحيله.
وقال الدكتور الشواقفة: إننا سعداء جدا في تنظيم مثل هذه الفعاليات العمانية على ارض الأردن وفخورين بأنشطة وحدة الدراسات العمانية في جامعة آل البيت والتي تعتبر ترجمة حقيقية للعلاقات الطيبة والراسخة بين البلدين الأردن والسلطنة ونتمنى أن يبقى هذا التواصل مع الجهات العلمية والأكاديمية والثقافية بالسلطنة لمزيد من الفعاليات التي تقام في الاردن والتي تشرف عليها وحدة الدراسات العمانية .
الشيخ احمد بن سعود السيابي الأمين العام لمكتب الإفتاء في سلطنة عمان, ألقى كلمة قال فيها: لا ريب أن المحتفى به الإمام نور الدين عبد الله بن حميد السالمي كان نقلة نوعية في التاريخ العماني لما كان له من جهود علمية وإصلاحية واجتماعية وسياسية تتجلى في مسارين, الأول تلاميذه الذين أصبحوا علماء إجلاء واصلوا أداء الرسالة نهجوا النهج وساروا على الدرب. أما المسار الثاني, مؤلفاته القيمة والمتعددة التي تصل إلى 42 مؤلفا بين كتاب ورسالة والتي أصبحت مصادر علمية في مواضيعها, فطالب العلم في عُمان ينتقل في مؤلفاته منذ البداية وحتى النضج, وفي الإصلاح السياسي كان يرى وقوع العالم الإسلامي فريسة للأطماع الأوروبية, ولذلك لا بد من وحدة البلاد العربية.
مدير وحدة الدراسات العُمانية الدكتور عليان الجالودي ألقى كلمة قال فيها : يأتي هذا النشاط في سياق النهج الذي اختطته الوحدة، للتعريف بعلماء عُمان، وفضلهم في الحضارة العربية الإسلامية خصوصاً والفكر الإنساني عموماً ، إذ تناولنا في مُلتقيات سابقة بالدرس والتحليل ثلاثة من العلماء الكبار، وهم الخليلُ بن أحمد الفراهيدي، والعوتبيُّ الصحاري، وابنُ دريد الأزدي، وها نحنُ اليوم نجتمع لتكريم العالم الجليل، نورِ الدين السالمي الذي يُعدُّ بحق من أبرزِ العلماء الذين أنجبتهم عُمانُ في أواخرِ القرن التاسعِ عشر وأوائلِ القرنِ العشرين، ويتبوأ بإنجازاته العلميةِ المُتميزةِ مكانةً سنيةً بين عُلماءِ الأمة، سواءٌ بما أنجزه من مصنفاتٍ أثرت المكتبةَ العربيةَ في علومِ الفقهِ وأُصوله وعلومِ القرآنِ والحديثِ والتفسيرِ، وعلومِ العربية.... أو من خلالِ ما نهضَ به من دورٍ في الإصلاحِ السياسي والاجتماعي، والتصدي لمُحاربةِ الآفات الاجتماعية المتمثلةِ بالجهلِ والأميةِ ونبذِ الفرقةِ والاختلاف، إلى جانب انفتاحه الفكري على المذاهبِ الإسلاميةِ الأخرى.
وألقى الدكتور محمد الدروبي كلمة باسم المشاركين قال فيها: يعد الإنسان العماني مثالا حيا على الصمود والتماسك والانتماء, وكان إنتاجه العلمي شاهدا على ألمعيته الفكرية وأصالته الحضارية, ومن حق عمان أن تعتد برجالاتها العظماء وان توجه الطاقات العلمية والبحثية للعناية بهم والتعريف بانجازاتهم العلمية والإنسانية. وأضاف أننا اليوم نستذكر الإمام نور الدين عبد الله بن حميد السالمي في مئويته الأولى بوصفه عالما وأديبا وفقيها وأصوليا ومحدثا ومؤرخا ومفكرا ومصلحا ومربيا ونحويا وعروضيا, استطاع أن يتجاوز محنة العمى وكرب الزمان ليكون واحدا من الأفذاذ الذين ضربوا بسهم وافر في التأليف على قصر أعمارهم التي باركها الله بالعمل والعطاء الخالصين لوجه الكريم.
وتضمنت الندوة عدة محاور منها, الشيخ السالمي مفكراً ومصلحاً, والشيخ السالمي فقيهاً, والشيخ السالمي أصولياً, والشيخ السالمي مؤرخاً, والشيخ السالمي لغوياً, والشيخ السالمي مربياً, والبعد الأدبي في أراجيز الشيخ السالمي، وأثره في نشر العلوم الشرعية. إضافة إلى "آثار الشيخ السالمي المخطوطة والمنشورة، وجهود الباحثين في تحقيقها ونشرها".