افتتح رئيس جامعة آل البيت الأُستاذ الدكتور نبيل شواقفة فعاليات المؤتمر الدولي الثاني بعنوان: تلقي ألف ليلة وليلة في حقول العلوم الإنسانية عالميا, والذي نظمته كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة بالتعاون مع السفارة الفرنسية وصندوق دعم البحث العلمي التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي الأردنية، والمكتب الجامعي للفرانكوفونية .
وقال رئيس الجامعة الدكتور الشواقفة: إن العقلية العربية أفرزت في مسيرتها الحضارية ألواناً ملونة من الإبداع العلمي والثقافي الذي انتقل عبر قناطر التواصل الحضاريّ إلى العديد من الشعوب الحية، على تباين أقطارها وتباعد مواطنها، ونالت الأعمال الإبداعية العربية احترام الغرب وتقديره، وكافئ الغربُ ذلك بتوجيه الطاقات الاستشراقية نحو دراسة هذه الأعمال والاهتمام بنشرها على الناس، وإجراء البحوث النقدية حولها. ومن هذا القبيل، اهتمَّ الغربيون بأثر "ألف ليلة وليلة" اهتماماً فريداً من نوعه، ورفعوه إلى مستوى الآداب العالمية، وقاموا بترجمته إلى لغاتهم القومية منذ أوائل القرن الثامن عشر، وطبعوه في الهند في مطلع القرن التاسع عشر، وشجعوا على انتشاره في بُلدانهم، حتى أصبح مصدر إلهام لكثير من الكتاب والفنانين والمبدعين على مدار القرنيين الأخيرين، وما زالوا إلى يومنا هذا ينظرون إلى هذا النص القصصي على أنه من الأعمال العظيمة التي تغمرهم بسحرها وخلودها وديمومتها التي لا تنضب.
وقال عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية الدكتور محمد الدروبي: يأتي انعقاد المؤتمر في الجامعة هذا العام فرصةً ثمينةً أمام الباحثين والنُّقاد والمُهتمين، من مختلف الأقطار ، في سبيل مد جُسور جديدة في مِعمار التواصل الحضاريّ بين الشرق والغرب، وتأكيد متانة الروابط الثقافيّة بين الأُمم والشُّعوب في هذا العالم على امتدادِ رُقعة كونه الفسيح.
وانسجاماً مع أهداف الجامعة في التعريف بالمُنجز الثقافيّ الإسلاميّ، والدور الحضاريّ للعرب في رفد المعرفة الإنسانيّة، وتعزيز أواصر التواصل مع الآخر، جاء اختيار كتاب "ألف ليلة وليلة" موضوعاً للمؤتمر هذا العام، اختياراً مُوفقاً، ولاسيّما أن شهرة هذا الأثر السردي العربيّ تجاوزت حُدودَ الزمان والمكان، حتى أضحى أثراً ثقافياً عالمياً خالداً، استهوى رغبةَ الأُمم الشرقيّة والغربيّة، فأقبلوا عليه إقبالاً لافتاً، واستلهموا حكاياته، واقتبسوا أقاصيصه، وجالوا مُتأثرين بطاقاته الفنيّة في آدابهم وفُنونهم شعراً وروايةً وقصةً للكبار والأطفال ومسرحاً وسينما وموسيقى وغناءً ورسماً ونحتاً وصُوراً متحركةً إلى غير ذلك.
مقرر المؤتمر الدكتور وائل الربضي قال: تتشرف جامعة آل البيت أول داعمة للبحث العلمي الفرانكفوني في المملكة الأردنية الهاشمية أن تستقبلكم اليوم متمنية لكم أن يثمر هذا اللقاء الرائع في حوار الحضارات ثمارا تغني شهورنا وتغذي وعينا, إن لقاءنا يقع في مدينة المفرق والتي يعني اسمها باللغة العربية ملتقى يرتكز على تبادل الحوار الثقافي العالمي ويدعو للصداقة والتسامح جاء تعبيرا لما نادى به جلالة الملك عبد الله الثاني في رسالة عمان. إن نية هذا اللقاء أن يكون تجسيدا حيا لعالم متعدد الجنسيات والثقافات كما هو حال عالم حكايات ألف ليلة وليلة.
وألقت الدكتورة كريمة يثربي من جامعة الملك الحسن الثاني من مدينة الدار البيضاء في المغرب كلمة شكرت فيها اهتمام جامعة آل البيت بألف ليلية وليلة وبالثقافة العربية, وسعيها لاجتماع الأجناس والانفتاح على الآخر والتواصل معه, مبينتا أن ألف ليلة وليلة عمل إنساني عظيم ليس للعرب فحسب ولكن للإنسانية جمعاء.
وتضمن المؤتمر عدة محاور حول تلقي ألف ليلة وليلة في الآداب العالمية والفنون الجميلة, والأدب من منظور (الجندر) النوع الاجتماعي, وأدب الأطفال والقصص المصورة, والمسرح والرسم والموسيقى والنحت والسينما والأفلام المتلفزة وأفلام الرسوم المتحركة, وترجمات ألف ليلة وليلة: تقويم ونقد, وحكايات ألف ليلية وليلة في ضوء نظريات القراءة والتلقي والتأويل, وحكايات ألف ليلية وليلة من منظور نفسي وإنساني , ومنابع ألف ليلية وليلة: آفاق جديدة, والغرب ورؤية المجتمع العربي في مرآة ألف ليلية وليلة.