السمراء ذات العيون السود

   تلوح من آل بفسيح القفر ……. تلك السمراء…… بعينيها السوداوين , تشخص عيناها تلك ….. نحونا ….. نحونا … نعم تشخص …. رأتنا الحسناء … عطشى …جياع … مشردين إلى شراذم , كل منها بائن عن الآخر, وفي ذات الوقت تشرئب أعناقنا جميعاً على اختلاف قناعاتنا … لنرتوي من ماء عينيها … فقد اختلفنا في كل دقيق وجليل واتفقنا على أنها هي …هي … من بها ربينا فرغم ,فرقة وبينونة ….. فالوفاق حاصلٌ ونكرانه جنون .    صفعت وجه الزمان وانتبه …. وقلت : أريد أن أطحن الطحين ! أو أنشر النشارة!!! … لم يستطع الاجابه …. ربما هو أخرس !! لماذا تشرئب أعناقكم إلى عينيها ؟؟ أجابوا : هي الحياة , هي كل كل شيء(وما بين لعثمة وخجل) صارحوني : هي مجدنا الماضي الذي أضعناه…….   بعد تنهد عميق … وبثمالة غضبى: أنتم والزمان … وجهان لعملة واحده ….     فزعت من نومي بعد ذلك الكابوس المرعب … وهرعت إلى أمي … وجه الصباح … جلست مهذباً وركبتاي على حافة سجادة صلاتها … وسألتها التفسير؟؟   حركت يمناها البيضاء الدافئه … على شعري… وقالت مداعبة : لا تشاهد الأخبار قبل أن تنام …..    ذهبت أحضر قهوتي … ونادتني هي ( أن أهجر التدخين) …. ذهب بي التفكير سرحاً … عبر نافذة المطبخ … رأيت المجد في الماضي مستحيل الإستعاده … على ما كان عليه …     ووجدت أن التاريخ عبره ( وذلك عار من الجدة) ….. ( فقد أجمعت البشرية عليه ) ..