عامر اخورشيدة
فيك قد كنتُ .. وعنك لا بِِنتُ , ومن برجك أرقى
 

على رأس أربع من السنين أقف كما انتصب إلى أربع من الأنامل إبهامُ.. آمل بالرجوع إلى غمرة الماضي قليلا.. إلى حياتي الجامعية .. فكما كانت المدرسة من مرابع قافلة الحياة حطت بنا الركائب في أكناف الجامعة .. وتحديدا فيك يا آل البيت
" الآن تبدأ مواكب الخريجين بالدخول " هه .. كلمات أيقظتني من صفنة في سماء الذاكرة ..ثوان معدودة ..ولكن قد احتشدت فيها باقة من الذكريات التي فاض عطرها في القلب حتى مازج أنفاسي.. أوجست فيها صوت أصدقائي ..دراستي ..زمازم امتحاناتي ..طيف من ذهاب وإيابي ..بوح من كتبي .. ومن مدرسي خواطر .. مرت كطائف من السحب أمام شرفة عيني ..
" طلبة كلية الدراسات الفقهية والقانونية " ما زلت أذكر ملامحك يا من كان فيك موئلي ..إني لأتذكرها من أيام .. حين بدء دخولي الجامعة .. كنت باحثا عن تلك الكلية التي سأقضي فيها هذه الواحة من العمر .. نعم .. تلك هي .. لا أزينها أكثر من الواقع فالواقع إنها جملية ..في قلبي حضورها المرموق ..فيها وقار المحامين .. وسكينة رجال الدين..
" طلبة كلية القانون " شعور بالاعتزاز هزني واستشرى في جسدي .. كيف لا .. وهو العلم الذي اخترت ..وفي طلبه ما فترت عزائمي ... كوكبة من القانونيين تجلهم المعارف ..وكأني بنا في بهو المحاكم يعترينا وقارها .. وفي تحمحم المجالس يرددنا حوارها ..في مشيتنا الاتزان الذي لطالما رأيناه ..ميزان العدل .. الذي ليس لكفة على أخرى فيه رجحانُ.. فرجال القانون .. مذ كانوا ..لغير الحق ما زانو
"الرجاء من الطلبة الجلوس " أرسلت أنظاري إلى الحشد الذي أمامنا جميعهم .. إما أم تغزل الفرحة في أفق عينيها نسيجا من المباسم .. بقلب لو حط الفراش عليه لبان من وطئه معالم .. أو أب علت سحنة وجهه من الفخار مراسم .. بعين الجاني ما زرع ..والصانع بما صنع..أو إخوة يتقاسمون النجاح مع إخوتهم ..فرح بلغ ذراه.. وفي القلب مجراه ..أو صديق يكن المودة لصديقه ويريد له ما يرد لنفسه من نصيب.. وخير ما في ذلك كله حينما كانت الوجوه بالابتسام انسجام...
" يتفضل راعي الحفل بتسليم الشهادات للخريجين " الخطى البطيئة تذكرني بالسنين التي قضيناها في الجامعة لوقعها الذي يزاوج وقع السنين في باحة العمر .. وكأني بالخروج من دار والدخول إلى أخرى بأشخاصها وزمانها ومكانها...
ها وقد صافحت راعي الحفل وتسلمت الشهادة شعرت كأني قد صافحت جهدي وجهد من علمني .. حصيلة سنين .. ثمرة تدرس ..زفرات مجهد .. كلها تراءى ظلها وراء هذه الياقوتة التي توسطت عقدا من السنين الدراسية ...فزادها الجمال جمالُ
فليس بالوسع إلا شعرا اردده ... 
يا سائرا بالقرب من جامعتي ***حيي المعالم ولتقف تبجيلا
واحمل لها اتقاد عاشق بقى **** في الحب وافي العهد أصيلا
ستريننا غدا كما علمــــتنا ***** أبناء جد والفعال جزيله


 
2001-03-30
عودة للصفحة الرئيسية