د. يوسف مقدادي
الارشاد التربوي والاجتماعي
 

 دائرة الإرشاد التربوي والاجتماعي 

 إن انتقال الطلبة من المرحلة الثانوية إلى الكليات الجامعية، يمثل نقلة نوعية في حياة الطالب تتطلب منه مجموعة من المهارات، والاتجاهات للتكيف مع الحياة الأكاديمية في المرحلة الجامعية؛ ويشير التكيف إلى ما ينتهي إليه الفرد من حالة نفسية نتيجة قيامه بالاستجابات التكيفية المختلفة رداً على التغير في المواقف التي يمر بها، وبهذا المعنى فإن التكيف الحسن يكون مصدراً للاطمئنان والارتياح النفسي، بينما يكون التكيف السيئ مصدر للقلق والصراع والاضطراب.

والمرحلة الجامعية مرحلة نمو وتطور، تحدث تغيراً في الجانب النفسي والجانب الاجتماعي والجانب العقلي المعرفي بشكل واضح وملحوظ. وقد تصبح الحياة الجامعية بأبعادها الأكاديمية الاجتماعية والإدارية من مصادر الضغوط التي يتعرّض لها الطلاب في هذه المرحلة. حيث تعد مرحلة حرجة تصبح مطالب النمو خلالها أكثر إلحاحاً من المراحل السابقة، إذ يتعرّض الفرد خلالها إلى أنظمة الجامعة وقوانينها وطريقة التدريس التي تعتمدها.كما يواجه الطلاب في هذه المرحلة تغيرات تختلف إلى حد كبير عن المراحل التعليمية السابقة
ويعد الطلاب الجامعيون إحدى شرائح المجتمع التي تنتمي إلى فئة الشباب، وهم يعانون من بعض المشكلات والأزمات التي تكمن في أمرين هامين هما: الأول: المشكلات التي واجهها هؤلاء الشباب في فهم ذاتهم وقبولها، والتعامل مع الآخرين ومع الواقع بصورة صحيحة. والثاني: المشكلات التي تنطوي عليها سلوك وتصرفات هؤلاء الشباب مع أسرهم ومجتمعهم .
وحيث أن هذه المرحلة الانتقالية في النمو والتطور يعاني فيها الشباب من عدة جوانب من ضرورة اتخاذ قرارات مصيرية وحاسمة وهي مرحلة قد تقرر مصير الفرد مدى الحياة من عدة نواحٍ .
فانه لا بد من تطوير توقعات أكثر إيجابية بشأن تلك المرحلة وما يرافقها من تغيرات. و النظر إليها على أنها مرحلة اتخاذ القرار ومرحلة التقييم والاتصال الاجتماعي ومرحلة النقاش والتأثير في مكان ما من العالم.
ومن اجل ذلك لابد من العمل على تنمية الجانب النفسي الذي يعد مصدر تنمية العديد من الجوانب وهذا يتحقق في ظل وجود دائرة مهنية تعتمد النظريات النفسية التي اتفق على أنها تعمل على أن يتمكن الفرد من حل مشكلاته وفهم ذاته وتنميتها واتخاذ القرار وقبول الآخر
وضبط المشاعر والانفعالات المختلفة والتعبير عنها بطرق صحية. والاعتماد على النفس والاستقلالية عن الأسرة فيما يتعلق بتلبية الاحتياجات واستكشاف الذات وتقبلها وتطويرها وتنميتها واكتساب مهارات تكوين العلاقات الاجتماعية والتكيف الاجتماعي .
وعمليا يمكن أن يتحقق ذلك من خلال تقديم خدمة الإرشاد النفسي تحت مظلة دائرة إرشاد نفسي تقدم خدمات إرشادية متنوعة للطلبة بهدف تلبية احتياجاتهم الأكاديمية والمهنية والنفسية وغيرها. وتقدم خدمات الإرشاد التي تهدف لمساعدة الطلبة على تنمية الجوانب المختلفة مـن شخصياتهم وزيادة مهاراتهم في التعامل مع الصعوبات المختلفة خلال فترة دراستهم والتي قد تؤثر سلباً على أدائهم الأكاديمي واستمرارهم بالجامعة.
وإيمانا بأهمية دور الإرشاد والتوجيه النفسي في حياة الطالب الجامعي تم إنشاء دائرة الإرشاد التربوي والاجتماعي  بجامعة  آل البيت في بداية الفصل الدراسي الأول 2009/2010 بهدف تقديم خدمات إرشادية وأكاديمية وتربوية ونفسية واجتماعية وتثقيفية  ضمن رؤية مستقبلية تشمل العاملين بالجامعة ، وأسرهم، وأفراد المجتمع في إطار دائرة الإرشاد التربوي والاجتماعي  .فقد أنشئت دائرة الإرشاد التربوي والاجتماعي  بناءً على موافقة مجلس الجامعة ، وعلى قرار رئيس الجامعة .
أهداف دائرة الإرشاد التربوي والاجتماعي
1-تقديم خدمات الإرشاد الأكاديمي التي تساعد الطلبة على تخطي الصعوبات التعليمية ورفع مستوى التحصيل الدراسي وإنجاز متطلبات الدراسة بنجاح.
2- تقديم المعلومات الأكاديمية والإرشادية للطلبة وزيادة وعيهم برسالة الجامعةوأهدافها وأنظمتها.
3- العمل على تغيير الأفكار والاتجاهات السلبية نحو التعليم الجامعي وتبني أفكار أكثر إيجابية .
4-تزويد الطلبة بالمهارات الشخصية التي تساعدهم من فهم ذواتهم وقدراتهم وميولهم
5-تقديم خدمات الإرشاد المهني لمساعدة الطلبة على الاستعداد لسوق العمل.
6-إعداد الخريجين لمواجهة متطلبات الالتحاق بسوق العمل( إعداد السيرة الذاتية، والاستعداد للمقابلة المهنية).
7-استقبال زيارات المدارس للتعرف على خدمة الإرشاد المهني بشكل خاص وخدمات الدائرة بشكل عام .
8-تقديم خدمات الإرشاد النفسي والاجتماعي والشخصي لمساعدة الطلبة على مواجهة الصعوبات النفسية والاجتماعية التي قد تعيق توافقهم بالجامعة.
9-رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة كالمتفوقين والطلبة المتعثرين دراسياً وذوي الإعاقات الجسدية وغيرها.
10-عقد ورش العمل والبرامج الإرشادية التي تتناول العديد من الموضوعات التي تهم الطلبة وتهدف إلى توعيتهم وتزويدهم بالمعلومات التي تسهم في وقايتهم من الوقوع في الصعوبات والمعوقات.
11-تثقيف الطلبة ومجتمع الجامعة في مجال الصحة النفسية، ومساعدة المهتمين بشؤون الطلبة على فهم متطلبات النمو في المرحلة الجامعية وكيفية الاستجابة لاحتياجات الطالب الجامعي ومساعدته.
12- مساعدة الطلبة على التعرف على قيمهم المتعلقة بالمهن واستكشاف المهن المتوفرة أمامهم، واختيار تلك التي تمكنهم من تحقيق أهدافهم وتضمن الرضا الوظيفي.
ما هي حقوق المسترشد؟
يتمتع المسترشد بالحقوق التالية : 
1-     حق المسترشد في أن يخبره أخصائي الإرشاد النفسي والتوجيه من خلال العلاقة الإرشادية عن الأغراض والأهداف والأساليب والطرق والمحددات والفوائد من الخدمات المقدمة وأية معلومات أخرى وثيقة الصلة بالموضوع، وأن يتخذ أخصائي الإرشاد والتوجيه خطوات لضمان فهم المسترشد لمضامين التشخيص والاختبارات الـتـي يقصد استخدامها . 2-     للمسترشد الحق في أن يوضـح له أخصائي الإرشاد النفسي والتوجيه الظروف الـتـي تحيط بالعملية الإرشادية على مستوى فردي أو جمعي، ويوضح الأهداف والغايات والأساليب والإجراءات الـتـي سيتم اتخاذها، والإمكانيات الـتـي تؤثر على استمرارية العمل لتحقيق أهداف العملية الإرشادية .
3-     حق المسترشد في نيل الاحترام من قبل أخصائي الإرشاد النفسي والتوجيه، ومراعاة خصوصيته وعدم التحدث عنها أو التشهير بها.
4-  حق المسترشد بالتزام أخصائي الإرشاد النفسي والتوجيه بالمحافظة على أسراره الخاصة وبياناته الشخصية، على أن لا تعطى هذه البيانات إلى الآخرين إلا بإذن منه وبطريقة تحافظ على سريتها.
5-   عدم إفصاح أخصائي الإرشاد النفسي والتوجيه عن نتائج دراسة الحالة الإرشادية، والاكتفاء بإعطاء توصيات لمن يهمه الأمر للتعامل مع الحالة وبعد موافقة المسترشد على ذلك.
6-     حق المسترشد بإصغاء أخصائي الإرشاد النفسي والتوجيه لمشكلاته ومعاملته كإنسان له كرامته وقيمته، مما يعطيه شعوراً بأن هناك من يفهمه ويتتبع حالته ويهمه أمره، وان يسعى لتطوير قدرات المسترشد عن طريق الإرشاد الفردي أو الإرشاد الجمعي.
7-  لا يجوز استفزاز المسترشد للكشف عن مشكلته مما يضعف الثقة بينه وبين أخصائي الإرشاد النفسي والتوجيه ويعيق تقدم العملية الإرشادية.
8-  لا يجوز الاتصال مع أي طرف ثالث بما يخص العملية الإرشادية، أو إحالة المسترشد إلى جهة أخرى إلا بعد موافقته الخطية .
9-  حق المسترشد في إخفاء هويته عند استعمال البيانات الإرشادية للتدريب أو البحث أو النشر.
10-    للمسترشد الحق باختيار أخصائي الإرشاد النفسي والتوجيه أوإنهاء العلاقة الإرشادية
تكون العلاقة الإرشادية بين المرشد والمسترشد ضمن إطار الميثاق الأخلاقي وبناء على الأسس التالية :
1.  تقبل أخصائي الإرشاد والتوجيه للمسترشد كما هو على حقيقته ومن دون شروط مسبقة.
2.  عدم الاتصال مع أي طرف آخر فيما يخص العملية الإرشادية دون موافقة المسترشد.
3.   إطلاع المسترشد على إمكانيته وقابليته واستعداداته كما هي دون الإقلال منها أو تضخيم بعضها .
4.  المحافظة على العلاقة بين أخصائي الإرشاد والمسترشد في حدود العلاقة المهنية .
5.    يقوم أخصائي الإرشاد بتوضيح الظروف الـتـي تحيط بالعملية الإرشادية وتحديد الأهداف والأساليب والإجراءات الإرشادية الـتـي تؤدي إلى تحقيق هذه الأهداف .
6.  يحق لأخصائي الإرشاد التشاور مع مختصين آخرين والتعاون معهم في سبيل تحقيق أهداف البرنامج الإرشادي مع المحافظة على خصوصية المسترشد وسرية المعلومات والبيانات الـتـي قد تشير إلى شخص المسترشد.
7.  على أخصائي الإرشاد أن يتصف بالمرونة في التعامل مع الحالات الإرشادية وعدم التقيد بأساليب ومناهج نظرية محددة في فهم مطالبهم وحاجاتهم الاسترشادية .
8. ; إذا شعر أخصائي الإرشاد بأن المسترشد يمكن أو من الممكن أن يؤذي نفسه أو الآخرين أو الممتلكات عليه إبلاغ الجهات المعنية مع المحافظة على أسرار المسترشد الشخصية .
9.     الاكتفاء بعلاقة التعاون المهنية عند التعامل مع المسترشد لمساعدته في اتخاذ قراراته المناسبة لتخطي مشكلاته  وتحقيق أهدافه .
خدمات دائرة الارشاد التربوي والاجتماعي
 1- الإرشاد الفردي : يعتبر الإرشاد الفردي العملية الرئيسية في التوجيه والإرشاد وهو تعامل المرشد مع مسترشد واحد وجهاً لوجه في الجلسات الإرشادية وتعتمد فاعليته أساساً على العلاقة الإرشادية المهنية أي أنه علاقة مخططة بين المرشد والمسترشد ويتم من خلال المقابلة الإرشادية ودراسة الحالة الفردية لكونهما يتضمنان الجوانب الرئيسة في أسلوب الإرشاد الفردي مباشراً وغير مباشر في ضوء الطريقة التي يستخدمها المرشد .
   ويتيح الإرشاد الفردي للمسترشد الفرصة للتحدث مع المرشد ومناقشة الصعوبات أو المشكلات التي تواجه. ويقوم المرشد بمساعدة المسترشد على تحديد أهداف معينة للعمل على تحقيقها من خلال عملية الإرشاد. كما يساعده على استكشاف الخيارات المتاحة أمامه واختيار الأنسب منها بما يتفق وإمكانات البيئة المحيطة به.
   ويهدف الإرشاد الفردي إلى تمكين الفرد من فهم ومعالجة مشكلاته الشخصية، والاجتماعية والمهنية.
2-الإرشاد الجماعي(الجمعي)
  علاقة إرشادية بين المرشد ومجموعة من المسترشدين تتم خلال جلسات جماعية في مكان واحد يتشابهون في نوع المشكلة التي يعانون منها ويعبرون عنها كل حسب وجهة نظره وطريقة تفكيره من واقع رؤيته لها وكيفية معالجتها، ومن إيجابيات هذا الأسلوب الإرشادي أنه ينبع من كون الفرد يتعلم من الجماعة جوانب كثيرة فهي تكسب الفرد مزيداً من الثقة بالذات وتضفي عليه روح التعاون والتفاعل والانسجام مع الآخرين من حوله ، وكذلك لتوفر عناصر الخبرة والأمن الاجتماعي والمسايرة لدى الأفراد المشاركين في الجماعة الإرشادية بما يسهم في معالجة مشكلا تهم والتعاون على حلها
ويساعد الإرشاد الجمعي الأفراد على تجريب سلوكيات جديدة لتحسين مهارات التواصل الجماعي والحصول على مقترحات وأفكار من المجموعة الإرشادية التي يكون لدى أعضائها اهتمامات ومشكلات مماثلة.
ويعمل الأخصائيون النفسيون على توفير مناخ يتصف بالثقة والسرية بحيث يتمكن أعضاء المجموعة الإرشادية من مناقشة صعوباتهم والمشكلات التي تشغلهم وتقديم مقترحات للتغلب على هذه المشكلات.
كما و تساعد المجموعة الإرشادية الأفراد على الشعور بالارتياح وذلك عند معرفة أن هناك الكثير من الأفراد يعانون من صعوبات وهموم مماثلة
3-الإرشاد المهني مقابلة المسترشدين ومساعدتهم على اتخاذ قراراتهم لتحديد مستقبلهم المهني أو الوظيفي بما يتناسب مع ميولهم وقدراتهم وتتم هذه العملية من خلال الخطوات التالية :
-المساعدة على استكشاف وتحديد الميول والقدرات والاستعدادات المهنية .
-المساعدة في إدراك ظروف ومتطلبات للالتحاق بالمهن والأعمال .
-محاولة التوفيق بين الميول والقدرات والاستعدادات المهنية من جهة وظروف ومتطلبات الالتحاق من جهة أخرى .
4-برنامج الإرشاد النمائي
تنظم دائرة الإرشاد التربوي برنامج للتوجيه النمائي لكل فصل دراسي بشكل محاضرات أسبوعية وقائية ونمائية وذلك لتحقيق أهداف البرنامج والمتمثلة بالآتي :
-تناول بعض الموضوعات التي تمس الطالب الجامعي وتؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على تحصيله الدراسي مثل الاستعداد للاختبارات وقلق الامتحانات وتطوير المهارات الحياتية والاجتماعية المختلفة .
-طرح معلومات عن بعض القضايا الإرشادية التي تؤثر على الطالب الجامعي وتحد من سيره الطبيعي والسوي في مسيرة دراسته الجامعية مثل الاكتئاب والضغط والتوتر .
-التطرق لبعض المواضيع المتعلقة بتنمية المهارات الشخصية لدى الطالب مثل اكتساب المهارات الدراسية الجيدة وتنمية الدافعية الذاتية وكيفية اتخاذ القرار وأسس اختيار شريك الحياة .

5-الاستشارات الإرشادية
تقدم دائرة الإرشاد التربوي والاجتماعي الاستشارات الإرشادية للطلاب . وتتركز هذه الاستشارات على توجيه الطلاب نحو ما يساعد في اتخاذ القرارات المناسبة في تحقيق الذات أو تخطي بعض الصعوبات التي يمكن التعامل معها عن بعد.كما تركز هذه الخدمة على الإسهام في تطوير البرامج الخاصة بخدمة الطلاب .
ويستطيع جميع الطلاب والعاملين في الحرم الجامعي الاتصال بالمركز هاتفياً أو الحضور شخصياً لتلقي خدمة الاستشارة في شتى القضايا التربوية والنفسية والاجتماعية والأسرية، كما يوفر المركز خدمة الاستشارةبواسطة البريد الإلكتروني
6-الدورات التدريبية
تقوم دائرة الإرشاد التربوي والاجتماعي بتقديم الدورات التدريبية القصيرة المتخصصة وورش العمل التدريبية لطلبة الجامعة والعاملين وذلك في مجال الخدمات المقدمة.
 
2010-02-28
عودة للصفحة الرئيسية