إقليم سجستان وتاريخه السياسي والعلمي منذ الفتح الإسلامي وحتى قيام الدولة الصفارية (23-247هـ/643-861م)

ظل إقليم سجستان منطقة ملتهبة إذا صح التعبير بالنسبة للخلافة العباسية ومن قبلها الخلافة الأموية، فما إن يستقر حيناً من الزمن إلا ونراه قد ثار مرة أخرى، ويتعدد الثائرون ما بين خوارج وعيارون وأفغان، وبمقدار ما أزعج هذا الإقليم الخلافة الإسلامية فإنه كان مهماً للغاية بالنسبة لها. تأتي هذه الدراسة لتكون مرجعاً لإقليم أحجم الكثير عن دراسته لأن المعلومات جاءت عنه متناثرة في الكتب والمعاجم الجغرافية، مما يتطلب جهداً وصبراً في تحري المعلومات والتي ورد أغلبها مختصراً مقتضباً، فكانت نتيجة الجهد أن سجستان اقليم واسع ممتد غني تاريخياً وحضارياً، ولعله لا يقل أهمية عن الحواضر المشرقية من مثل سمرقند وبلخ وبخارى، ويكفي أن تلقي نظرةً في هذه الدراسة لترى كم من العلماء خرج من سجستان أو ارتحل إليها، وفي ذلك دلالة واضحة على العمق الحضاري لها، ويكفي أيضاً أن ترى الإصرار العباسي على ألا تخرج من تحت الحكم الإسلامي، وهذا ما يؤكد أهميتها