رعاية ذوي الرحم للكبير الذي لا يستقل بأمر نفسه  - دراسة فقهية مقارنة -

لا بد من إعطاء الكبير الذي لا يستقل بأمر نفسه ، رعاية شاملة كاملة من قبل ذويه ، وإغنائه عن دور الإيواء والرعاية وعن المجتمع والدولة ، وتأصيلها فقهًا وقانونًا ؛ لمعرفة أصلها ، فاتّضح من خلال الدراسة دور الشريعة الإسلامية التي جاءت تحث ذوي الرّحم ، على رعاية ذويهم الكبار، خاصةً الذين لا يستقلون بأنفسهم ، وكان هذا الأمر ظاهرًا في نصوص القرآن الكريمِ، والسنة النّبوية الشريفة ، وتبعًا لذلك؛ تحدث الفقهاء حول ذلك مطولاً . إنّ الغاية الرئيسة لدراسة هذا الموضوع عرض الأدّلة التي أوجبت رعاية الكبير الذي لا يستقل بأمر نفسه ، وتوضيحها ، تبعا لذلك طرح أقوال الفقهاء والمواد القانونية في رعاية الكبير الذي لا يستقل بنفسه إن وجدت ، واستخلاص وتحليل المقصود منها ، كذلك العمل على الجمع والبحث في كل جزئية تتعلق برعاية هذه الفئة من التشريعات ، وبعد البحث والاستقصاء، تبين للباحثة وجوب رعايتهم على ذويهم ، بترتيب معين لمستحقيها ، وفرضت شروطًا يجب توافرها بهم ، منها شروط خاصة بالنساء دون الرجال ، وبعضها خاصة بالرجال دون النساء ، وبعضها شروط عامة؛ مثل أن يكون مستحقها: بالغاً، عاقلاً، مسلماً ، مُتَحلٍّ بالأمانة ، كذلك القدرة على الرعاية ، والخلو من الأمراض المُنفّرة ، والحرية؛ رغم أنّ هذا الشرط لم يعدْ لَهُ وجود في عصرنا الحالي