أثر الموقع الجيوسياسي لقناة السويس على الاقتصاد العالمي

تسعى هذه الرسالة إلى تحقيق هدف رئيسي وهو: بيان أثر الموقع الجيوسياسي لقناة السويس باعتبارها من أهم الممرات المائية الدولية وذات أبعاد سياسية في النظام الدولي وطبيعة الدور الذي تلعبه في حركة التجارة العالمية وتأثيرها على الإقتصاد العالمي، وتكمن مشكلة الدراسة في الموقع الجيوسياسي الذي تحظى به قناة السويس ومدى تأثيرها على الإقتصاد العالمي، وما تواجهه قناة السويس من تحديات جيوسياسية واقتصادية تؤثر بها. أستخدمت الدراسة منهج تحليل النظام الدولي بإعتبار أن حركة التجارة الدولية إحدى مدخلات النظام الدولي وتفاعلاته وأن قناة السويس تلعب عامل مؤثر في التفاعلات الإقليمية والدولية في النظام الدولي وخاصة في النظام الاقتصادي الدولي وما يترتب عليها من أوضاع مختلفة ازاء تفاعلات وأنشطة التجارة الدولية في صورة مختلفة، بالإضافة لاستخدام منهج الجغرافيا السياسية الذي يبرز دور الجغرافيا في دراسة الدولة داخل حدودها وعلاقتها مع المجتمع الدولي. وانطلقت فرضية الدراسة من وجود علاقة طردية بين الموقع الجيوسياسي لقناة السويس والاقتصاد العالمي، فكلما زادت أهمية قناة السويس زادت القيمة المضافة لها في الاقتصاد العالمي الأمر الذي يترتب عليه زيادة الصراع والتنافس الدولي حول القناة. وفي النهاية توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج، كان من أبرزها أن قناة السويس تحظى بموقع جيوسياسي هام جعل منها مركزا للصراع وللأطماع الخارجية مثل فرنسا وبريطانيا وإسرائيل، وتساهم قناة السويس بشكل فعال في تسهيل وزيادة حركة التجارة الدولية وربط الشرق والغرب معا وتكتسب أهمية في الاقتصاد العالمي، بالإضافة إلى أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تخدم بشكل كبير التجارة الدولية، كما تعد قناة السويس مصدر دخل رئيسي للاقتصاد المصري وتضيف لمصر أهمية استراتيجية على المستوى الإقليمي والدولي. وتواجه قناة السويس العديد من التحديات الجيوسياسية والاقتصادية التي من صعب أن لا تتأثر بها، كمان الاقتصاد العالمي يواجه خسائر فادحة ويتأثر جراء أي إغلاق في القناة، ومن جهة أخرى تسعى مصر والدول التي تنتفع من القناة للمحافظة على حركة الملاحة بها وتجنب أي عمليات من شانها احداث أي إغلاق بالمجرى الملاحي للقناة