جُهُود حسن الشَّاعر النَّحوية والصّرفيّة وتحقيق التُّراث

تهدف هذه الدّراسة إلى التعريف بحياة علمٍ من أعلام العربية في العصر الحديث، وجهوده العلميّة واللغوية، وهو الدكتور حسن الشاعر، الذي قضى حياته في العلم والتعليم، والدّراسة والبحث، فهو واحد من الذين كرّسوا جهودهم في خدمة العربية، ولكنه لم ينل حظا وافيا من الدّراسة من قبل الباحثين، فظلّت جهوده بعيدة عن أيدي الدّارسين. وقد قسمت الدراسة في تمهيد وثلاثة فصول، فتحدثتُ في التمهيد عن سيرته الذاتية وآثاره العلميّة، وفيه (اسمه، وتاريخ ولادته، ونشأته، وتدرجه في التعليم، ومؤهلاته العلميّة التي حصل عليها، وأعماله ووظائفه التي عمل بها، وكتبه وبحوثه العلمية، ووفاته)، ثم جاء الفصل الأول بعنوان: "جهود حسن الشاعر في النحو"، وهو الفصل الأكبر في الدّراسة، ويشمل أربعة مباحث، الأول عن جهوده في النحو، والثاني آراؤه النحوية في بعض المسائل، والثالث جهوده في النّقد النّحوي، والرابع عن آرائه في مسألة الاحتجاج بالحديث النبوي الشريف. وأمّا الفصل الثاني فجاء بعنوان: "جهود حسن الشاعر في الصّرف"، وتحدثتُ في هذا الفصل عن أبرز القضايا الصّرفية التي ظهرت فيها جهود الشاعر، نحو: التّصغير في شعر المتنبي، والأصول اللغوية المرفوضة (تأصيل وتعليل)، وناقشت بعض الآراء الصّرفية عند كل من ابن هشام الأنصاري، وخطّاب الماردي، كما عرضها الشاعر. وأخيرا، جاء الفصل الثالث بعنوان: "جهود حسن الشاعر في تحقيق التّراث " واحتوى هذا الفصل على أربعة من الآثار التي حققها الشاعر، ووضّحتُ جهوده ومنهجه في تحقيق كل كتاب. ثم أنهيت الدراسة بخاتمة سجلت فيها أبرز النتائج التي وصلت إليها، متبوعة بثبت المصادر والمراجع. وقد اعتمدت في دراستي على المنهج الوصفي التحليلي، إذ وجدته الأنسب لطبيعة هذه الدّراسة، تمثّل ذلك في استقراء جهود الشاعر النحوية والصرفية وجهوده في تحقيق التراث. وقد خلصت الدراسة إلى نتائج عدّة، منها: كان الشاعر نحويا محافظا متمسكا بآراء القدامى، وله فيها اجتهاداته وآراؤه، ولم تكن الكتابة تستهويه في الدراسات اللغوية الحديثة، وقد اتخذ الشاعر أسلوبا علميا محكما في نقده، واستعمل مصطلحات متعددة، منها ما يدل على القبول ومنها ما يدل على الرفض، وهو من أوائل المحقِّقين للتُّراث اللُّغويّ في الأردن ، فقد حقَّق كتاباً واحداً وهو إعراب الحديث النبوي لأبي البقاء الْعُكْبُرِي، وثلاث رسائل قصار، ويدلّ تحقيقه لهذه الآثار على أنه على دراية كافية بالمصادر والمراجع، ويدل على شغفه بالتراث، وأنّه يمتلك أصول التّحقيق العلمي، وأنه على علم متين بأصول اللغة وفروعها ودقائقها