جماليات الخطاب السردي في روايات وليد سيف التاريخية

هدفت هذه الدّراسة إلى تحليل الخطاب السردي في الروايات التاريخية لوليد سيف، وبيان عناصره، والوقوف عند الأساليب السردية التي بنى عليها الكاتب عالمه السردي، واستخراج جمالياتها؛ لإبراز دورها في إنتاج بلاغة النص. وسعى الباحث إلى الكشف عن جماليات بناء هذه الروايات، من خلال البحث في طريقة بناء الأمكنة، والأزمنة، والشخوص، وتحليل الخطاب اللغوي عموما، ومما شجع الباحث على اعتماد هذه الروايات أن المؤلف وليد سيف من أبرز كتّاب الرواية التاريخية، وأبطال رواياته شخصيات عاشت حقيقة، ولها قيمتها ومكانتها الثقافية والتاريخية والاجتماعية والدينية. إضافة لما تحمله هذه الروايات من تقنيات فنية متماسكة؛ تتعلق بالسرد والحوار والوصف. وتكمن أهمية الدراسة بتفردها، إذ لم يسبق لأي باحث أن تصدى لدراسة روايات وليد سيف التاريخية دراسة مستقلة. واعتمدت هذه الدراسة على المنهج التحليلي الجمالي، الذي يحاول النفاذ إلى جماليات السّرد والكشف عنها، ودراستها بمنظار نقدي يعتمد على المناهج النقدية الحديثة، تقوم على أسس نظرية التلقي وتأويلات القراءة. وخلصت هذه الدراسة إلى أن وليد سيف نجح في إنشاء خطاب متماسك على امتداد رواياته التي زخرت بالكثير من الأمكنة، والأزمنة، والشخوص، كما انتظمت رواياته في مستوى سردي واحد، هو مستوى اللغة الفصيحة، وقد نجح كذلك في استخدام الكثير من التقنيات السردية، مثل التنويعات في بسط الزمان السردي، وتعدد مستويات لغته بين الحوارية والشعرية والوصفية، وأوصى الباحث بإيلاء روايات سيف مزيدا من الاهتمام لما تشكله من مادة غنية في مجال الدراسات اللغوية.