شكري عزيز الماضي ناقدًا

2022-12-21

عطاف سالم مبارك بصبوص

منتهى طه القسيم الحراحشه

عبدالباسط احمد محمد مراشده

نارت محمد خير يحيى قاخون

زياد محمد جميل بني عامر

كلية الاداب والعلوم الانسانية

اللغة العربية وآدابها

اهتمَّ هذا البحث بالكشف عن التجربة النقديَّة عند شكري عزيز الماضي واتجاهاتها، في إطار النظرية الأدبية المُعاصرة، وبيَّن قيمة الأدب، وقيمة النَّقد، من خلال الاستناد إلى الفلسفة التي نهضت عليها النظرية الأدبية، خصوصًا في رؤية تلك الفلسفة للأدب، والفن، والإنسان، والعالم. كما كشف هذا البحث عن مسعى شكري عزيز الماضي إلى ربط الأدب بالقيم، كما بيَّن التحوُّلات التي شهدتها نظرية الأدب، ونظرية النَّقد في الربع الأخير من القرن العشرين، وهي التحولات التي ظهرت على البِنى السردية، والبِنى الشعرية. وخلُصت هذه الرسالة إلى بناء تصوُّر نقديٍّ، نابعٍ من الأعمال النقدية لشكري عزيز الماضي. هذا التصوُّر قائم على علم النَّص، وعلى علاقته مع النصوص الأخرى وفق معايير النظرية النقدية، قبل البنيوية وبعد البنيوية؛ فأظهرت هذه الرسالة عزيز الماضي ناقدًا ينظر إلى الأدب، والنقد، واللغة، نظرة جديدة منسجمة مع أفكار ما بعد الحداثة، التي تتمثَّل في اللايقين أو الشَّك أو التمرُّد أو التفكُّك، أو تغييب الذات، أو التغيُّر على مستوى القيم والأيدولوجيات من جهة، وعلى مستوى أنماط الرواية، ونظام القصيدة من جهة أخرى. وسيجد القارئ أنَّ منهج الناقد عزيز الماضي منهج مرنٌ ومتحرِّك، فقد ابتكر أدواته وخطواته الإجرائية، ومعاييره النقدية من طبيعة التجارب الإبداعية العربية المحلية المدروسة، غير أنَّه أفاد من التيارات النقدية الغربية، لكنَّ هذه الإفادة اقتضتها الظواهر المدروسة، والأسئلة التي انبجست منها؛ فكلُّ عمل شعري أو روائي له منطقه الفني، وبناؤه الخاص، ومنظوره الفلسفي، وأسئلته الكبرى. ولذلك نجده يتعامل مع الأدب من منطلق نقديٍّ، يرى أنَّ البنية ليست ثابتة، وليست مغلقة، وإنَّما هي متحركة ومفتوحة، وقد استندت فكرة العمل المفتوح على رؤيتين: الأولى، انفتاح النص على الإنسان والعالم، والأخرى، انفتاح النص على غيره من النصوص، فارتبط النص عنده بمفهوم التناص الذي يؤدي إلى مفهوم جديد في الكتابة، وترسيخ مفهوم علم النص، على أنَّ هذا الأمر لا يعني عزل النص عن قيمه الجمالية والحضارية والأيدولوجية والتاريخية.