.ضمان الأمانات في الفقه الإسلامي : دراسة مقارنة

إن دراسة موضوعات الفقه الإسلامي من الأهمية بمكان، إذ عليه تقوم قواعد الشرع المتين، والاشتغال بالعلم ومنه الفقه على وجه الخصوص نعمة عظيمة، وعلامة من علامات السعادة في الدنيا والآخرة، لا سيّما إذا أوصل صاحبه إلى مرضاة الله تعالى، وجنّبه سخطه وسوء عقابه. وموضوع هذا البحث - ضمان الأمانات- له أهميته ومكانته في الفقه، وهو نبعٌ ثَرّ، ملئ بالفوائد والعوائد، كثير المسائل، متشعّب الجوانب، وقد هدفت هذه الدراسة إلى تشكيل صورة متكاملة عن حقيقة الضمان، وأركانه، وأسبابه، واستخلاص الحكمة من مشروعيته، وُصولا لكلٍ من يد الأمانة ويد الضمان، وأهم ما يتعلق بهما من أحكام، وكيف تنقلب يد الأمانة وتتحول إلى يد ضامنة، وكذلك الأمر بالنسبة ليد الضمان، فمتى تتحول وتصير يدَ أمانة، ثم جاء الحديث مفصلا عن أهم سبع أيد تعتبر أمينة عند الفقهاء، ومتى تضمن هذه الأيدي، وبعدها عرّج البحث على دراسة ثُلةٍ من القواعد الفقهية المتعلقة بالضمان. ولقد سلكت الدراسة اتباع كل من المنهج الاستقرائي والمنهج المقارن من خلال بيان الآراء الفقهية المختلفة, ومقارنتها بعضها ببعض. هذا وقد اشتملت الدراسة على مقدمةٍ وفصل تمهيدي وثمانية فصول وخاتمة، وخلصت إلى مجموعة من النتائج كان من أبرزها أن الفقهاء قد اتفقوا على اعتبار بعض الأيدي الحائزة بأنها أيدي أمانة، كيد الوديع، واختلفوا في أيد أخرى كيد الأجير المشترك ويد المستعير، فبعضهم اعتبرها يد أمانة، وآخرون جعلوها يد ضمان، وإن هذا الاختلاف بين الفقهاء كان له أسبابه.