العلاقات الأردنية الأمريكية (دراسة مقارنة 2009-2021)

هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على طبيعة العلاقات الأردنية- الأمريكية خلال الأعوام 2009-2021، وهي الأعوام التي تولى فيها رئيسان أمريكيان حكم الولايات المتحدة الأمريكية، وهما الرئيس الأمريكي الأسبق "باراك أوباما"، وهو من الحزب الديمقراطي، والرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب"، وهو من الحزب الجمهوري، ولتحقيق هذا الهدف، استخدمت الدراسة منهج اتخاذ القرار في السياسة الخارجية، والمنهج المقارن، وقد انطلقت الدراسة من فرضية مركزية مفادها: "لم تطرأ تغيرات على العلاقات الأردنية- الأمريكية خلال الأعوام 2009-2021"، وتبين للدراسة عدم صحة هذه الفرضية، إذ إن هناك تغيرات طرأت على العلاقات الأردنية- الأمريكية خلال فترة الدراسة، وأن تلك التغيرات كانت مرهونة بالتطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة العربية، إذ عملت تلك التغيرات كمحددات للعلاقات الأردنية- الأمريكية خلال فترة الدراسة، ففي فترة حكم الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما (2009-2017)، تميزت العلاقات الأردنية- الأمريكية بالتحسن والتطور، والتنسيق الأمني في مكافحة الإرهاب، واعتبار الأردن الحليف الاستراتيجي الأول للولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، أما خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب (2017-2021)، فقد ساءت العلاقات الأردنية- الأمريكية وتوترت بسبب تحيز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لإسرائيل، وتوقيعه صفقة القرن التي تنهي القضية الفلسطينية، وموضوع اللاجئين الفلسطينيين، وتشكل تحدياً خطيراً للأمن الوطني الأردني، وفي ظل ما تم التوصل إليه من نتائج، أوصت الدراسة باستمرار الأردن بسياسة الاعتدال والوسطية وعدم التطرف والتعاون مع الجميع، بما يخدم مصالح الأردن الوطنية والقومية، ومحاولة إعادة لحمة الصف العربي، وحل القضايا العربية- العربية، والطلب من الدول العربية التي وافقت على صفقة القرن بالتنحي عن قرارها، لما في ذلك من زيادة في الانقسام العربي، والتهديد المباشر على الأمن الوطني الأردني بشكلٍ خاص.