"تجليات القصة القصيرة جدًا عند محمد عارف مشّه (مجموعة شبابيك أنموذجًا)"

تتلخص هذه الدراسة في محاولة التعرّف إلى أهمية الأساليب الحديثة المستخدمةفي القصة القصيرة جدًا وخاصةفي المجموعة القصصية "شبابيك" للقاص الأردني محمد عارف مشّه، حيث يتم في هذه الدراسة البحث عن بواكير القصة القصيرة جدا ونشأتها ومقوماتها وعواملها الأدبية، مكثفًا فيها البحث عن أصولها ومرجعياتها ضمن رؤية جديدة انبثقت من أسس معرفيّة واتجاهات أدبية جديدة. ومن هذا المنطلق جاءت الدراسة الآتية تعمل على البحث عن جميع جوانب العمل الأدبي خاصة (القصة القصيرة جدًا) الداخليّة والخارجية، وما تحمله من مفردات ودلالات قريبة وبعيدة، إذ به يمكن الوصول إلى جماليات الفن القصصي، فتتجلى المفردات واضحة وجليّة بأسلوب سردي يتسنى للقاص توصيل إبداعه، بحيث يتضح للقارئ معالم النص بأدق تفاصيله؛ فالقصة بوصفها كيانًا ضخمًا والدلالات المتولدة عنها وما تحتويه من أدوات تحقق العمل الأدبي الفني. وبما لا يدع مجالًا للشك استطاع الكاتب إيصال أفكاره وتجاربه بإيجاز وذلك عن طريق استخدام عبارات موجزة ذات معنى ودلالات عميقة من خلال بضع كلمات قلائل والتي لا تتجاوز عدد أسطرها ثلاثة أسطر. وجاءت دراسة هذه المجموعة دراسة تحليلية، هدفت إلى تناول تأويل الأبنية السردية وفق رؤى ومنظورات سردية عميقة أتاحت للقارئ هدف الاستكشاف والتحليل والتأويل، ومن ثم الحديث عن التقنيات الفنية التي استخدمها القاص في منجزه، والكشف عن أنماط بنائه في المجموعة. وتتوزع الرسالة على تمهيد وثلاثة فصول وخاتمة، وقد عرضت في التمهيد مفهوم القصة القصيرة جدًا وتأصيلها، أما الفصل الأول فقد شكّل المحاور المضمونيّة في شبابيك، وقد تحدثت فيه عن أهم المحاور في المجموعة وأبرزها: ثنائية الحياة والموت، المرأة والرجل، الآنا والآخر، والبعد الوجودي الإنساني... إلخ. أما الفصل الثاني وقف على أهم الأساليب في القصة القصيرة جدًا، إذ يتم فيه دراسة التكثيف والمفارقة والترميز والتناص والبداية والنهاية وأما الفصل الثالث فقد درس العتبات والأساليب السرديّة وتناولت فيه دلالة عنوان المجموعة وعنواناتها القصصيّة وسيمياء الأسماء والقطع السينمائي والزماني. وأما الخاتمة فقد أجملت فيها أهم النتائج والتوصيات التي توصلت إليها، وملحق متمثل بحياة القاص التاريخية والثقافية والشخصية.