مشروع قانون حقوق الطفل الأردني : دراسة فقهية

هدفت الدراسة الحالية إلى التعرف على حقوق الطفل التي كفلها الفكر التربوي الإسلامي في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وإجراء موازنة لحقوق الطفل في الشريعة الإسلامية وما قدمته وزارة التنمية الاجتماعية في مشروعها من دراسة لحقوق الطفل، وقد تم تناول الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة ذات العلاقة بحقوق الطفل ومسح الأدب التربوي المتعلق بها، من خلال التحليل والدراسة والاطلاع على مشروع قانون حقوق الطفل وأسبابه الموجبة كما رفعته وزارة التنمية الاجتماعية إلى رئاسة الوزراء. وقد أفضت الدراسة عن جملة من الحقوق التي كفلها الفكر التربوي الإسلامي وتمت موازنتها بما نصت عليه مواد القانون الأردني ومشروع قانون الطفل الذي رفعته وزارة التنمية الاجتماعية، وتبين أن ما كفله الإسلام من حقوق لا يسهل حصره، وأن القوانين تتضمن حقوقًا متعددة شملت مناحي حياة الطفل كافة، لكنها لم تكن متكاملة كما الحال بما أتى به الفكر الإسلامي. فقد تمت المصادقة على اتفاقية حقوق الطفل ونشرها في الجريدة الرسمية بموجب قانون التصديق على اتفاقية حقوق الطفل رقم 50 لسنة 2006 والذي نشر مع الاتفاقية في عدد الجريدة الرسمية رقم 4787، تاريخ 16 تشرين الأول/أكتوبر 2006، وتطبيقاً لمبدأ سمو المعاهدات تأتي المعاهدات الدولية في المرتبة الثانية بعد الدستور في التسلسل الهرمي للتشريعات في الأردن وهي تسمو على القوانين الوطنية وقد استقر اجتهاد محكمة التمييز على ذلك في العديد من قراراتها. وأظهرت الدراسة أن موضوع حقوق الطفل يعتبر من أهم الموضوعات التي تحظى باهتمام خاص على الصعيدين الدولي والوطني، فيبدو ذلك واضحاً عند النظر إلى المؤتمرات والندوات المهتمة بالموضوع، وبالنظر إلى عدد الاتفاقيات والمعايير الدولية التي حاولت جاهدة لحماية حقوق الإنسان بشكل عام وحقوق الأطفال بشكل خاص. وأوصت الدراسة بضرورة إنشاء آليات ضمن القواعد والمعايير الدولية لحقوق الإنسان، ولا سيما اتفاقية حقوق الطفل لتقديم الشكاوى والبلاغات تكون مستقلة وآمنة وفعالة ويمكن الوصول إليها بسهولة ومراعية للأطفال. وينبغي أن تضمن هذه الآليات إتاحتها وتيسير الوصول إليها لجميع الأطفال، بمن فيهم الأطفال المحرومون من حريتهم، دون تمييز من أي نوع. وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي للدول ضمان أن تعمل آليات الشكاوى والإبلاغ بطريقة فعالة ومراعية للأطفال وتحقق المصالح للطفل في جميع الأوقات.