أثر ربا القروض على المتغيرات الاقتصادية الكلية

هدفت هذه الدّراسة الى معرفة وتحديد أثر ربا القروض على النّموّ الاقتصاديّ والفقر والتضخّم والبطالة, ولتحقيق هذه الأهداف, اعتمد الباحث على ربّ الأسباب, وربّ كلّ شيء, واستخدم الجانب الكيفيّ في المنهج الوصفيّ التّحليليّ لاستقصاء مُتغيّرات الدّراسة وتحليل ظواهرها, وتفسير ما خفي منها, وربطها مع بعضها ببعض. كما استخدم الباحث المنهج الإستنباطيّ التّحليليّ- قبول ما يُوافق العقل والفكر-, منطلقًا من مبادئ ونظريّات الاقتصاد الإسلاميّ والوضعيّ, وفَهمِه لهما, وصولًا لتفاصيل الظواهر المتعلّقة بمتغيّرات دراسته من خلال الاستنتاجات والتّقييمات المُستندة الى الدّليل العلميّ والمنطقيّ والواقعيّ. لقد عُدَّ الرّبا ويُعَدّ خطيئة شرعيّة واقتصاديّة واجتماعيّة وسياسيّة لما له من آثار مُرعبة ووخيمة على الاقتصاد والأمّة. وقد توصّلت هذه الدّراسة الى وجود أثر لربا القروض على المُتغيّرات الاقتصاديّة الكليّة, حيث تزداد معدّلات الفقر والتّضخّم والبطالة بزيادة الرّبا, بعكس النّموّ الاقتصاديّ الّذي تتناقص معدّلاته بزيادة الرّبا. وقد خلصت الدّراسة الى مجموعة من التّوصيات المُتوائمة مع شريعة الخبير العليم, والّتي من شأنها أن تُعيد عجلة الاقتصاد الى جادّة الطّريق الإسلاميّ, وترسُم ملامح اقتصاديّة إسلاميّة لمن تولّوا أمر المسلمين وصناع القرار في العالم العربيّ والإسلاميّ, لكيّ ينتهوا عن الرّبا المستشري في المديونيّات الهائلة والمُفتراة وفي السّياسات النّقديّة والماليّة والتّمويليّة والإئتمانيّة للمصارف المركزيّة والتقليديّة والإسلاميّة في العالم العربيّ والإسلاميّ, والّتي تُكبّل الإنتاج والاستهلاك وكل ما هو صالح للحياة ? إلّا ما رحم ربّي-, وضرورة التّوبة والعودة الى اللَّه, والإحتكام الى نظام وقوانين وأحكام الخالق العظيم, بدلًا من هذا النّظام الوضعيّ الخائب, وقوانينه الوضعيّة العبثيّة, الحاثَّة على الظّلم والسّوء, والّتي توالي أصحاب المال والأعمال ومن يروّج لهم من صُنّاع القرار, والّتي أدّت الى تضييع موارد المسلمين بعيدًا عنهم, وعن أهدافهم الإنتاجيّة.