وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في الخلافات الزوجية : دراسة فقهية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، وبعد: شهد العالم في الآونة الأخيرة حدوث طفرة علمية وتقدم تكنولوجي، نتج عنه وجود وسائل لم تكن معروفة من قبل، وكان على علماء الشريعة الإسلامية التصدي لتلك الوسائل وإبداء الرأي الشرعي- وفقا للضوابط الشرعية المستنبطة من مصادرها الأصلية- فيها. وقد تناولت في بحثي هذا أحد الأمور التي جاءت مواكبة للتطور التقني في عالم المعلومات، وهو وسائل التواصل الاجتماعي، وجعلت عنوان بحثي "وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في الخلافات الزوجية"، واقتضت طبيعة البحث أن أسلك فيه المنهج التحليلي الاستقرائي الاستنباطي الوصفي. وقد تناولت فيه مفهوم التواصل وأنواعه، في القرآن الكريم والسنة والنبوية، ثم انتقلت منه إلى بيان وسائل التواصل الاجتماعي المعاصرة، وتكلمت فيها عن نشأة التواصل الاجتماعي المعاصرة وحقيقتها، ومفاهيم وسائل التواصل الاجتماعي، وكيفية ظهور مواقع التواصل وتطورها، وكذلك تناولت أنواع وسائل التواصل وآثارها الإيجابية والسلبية، ثم انتقلت بعد ذلك إلى بيان الضوابط الشرعية المتعلقة باستخدام التواصل الاجتماعي، وتناولت فيها الضوابط الشرعية المتعلقة باستخدام مواقع التواصل، وكذلك الأحكام الفقهية المتعلقة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمتعلقة بالحياة الزوجية والأسرية، فذكرت حكم استخدام أجهزة التواصل، وحكم التواصل نفسه، وحكم إنشاء الصداقات والتعارف، وحكم إفشاء الأسرار الزوجية، وحكم الفضيحة والتشهير لأحد الزوجين، وحكم التجسس، وحكم إثبات الخلافات الزوجية بوسائل التواصل الاجتماعي.