علاقة المسائل الفقهية المذكورة في مصنفات العقيدة بالمباحث العقدية : (دراسة فقهية أصولية )

جمعت هذه الدراسة بين الفقه، والعقيدة، وأصول الفقه، وذلك بإظهار الإرتباط الوثيق بين هذه العلوم، وذلك من خلال استقراء المسائل الفقهية التي ذكرت في مصنفات العقيدة، وبيان المسوغ الذي من أجله أوردها أهل العقائد في مصنفاتهم على الرغم من أنها مسائل فرعية، وللوصول إلى هذا المسوغ، وإبراز الإرتباط بينها وبين مباحث العقيدة، كان لا بد من ذكر هذه المسائل عند أصحاب المذاهب الأربعة ومدى عنايتهم بها. وبيان المصنفات العقدية التي أوردت هذه المسائل، والنظر في السياق والمناسبة التي جعلت هذه المسائل الفرعية دليلا فيه. فمن خلال هذه المسائل الفرعية يتبين الإرتباط الوثيق بين علوم الشريعة جميعها، ويتبين مبرر ذكرها في مصنفات العقيدة. وكانت الدراسة عبارة عن فصل تمهيدي وفصلين، الفصل الأول ذكرت فيه المسائل المتعلقة بالعبادات، والفصل الثاني: المسائل المتعلقة بالمعاملات. وكان من أهم النتائج التي توصلت لها الدراسة؛ أن هذه المسائل الفرعية، التي كانت ذات أهمية لدى أهل العقيدة، الذين دللوا بها على بعض المسائل العقدية، أنها كذلك ذات أهمية أصولية، وقد كان بعضها دليلا مستقلا لبعض القواعد الأصولية، وأن جعل مسألة فرعية دليلا على رأي في العقيدة، وفي نفس الوقت تكون دليلا لقاعدة أصولية، وهي من مسائل الفروع، يدلنا أن الشريعة جزء لا يتجزأ، فلا يستغني أي علم من علوم الشريعة عن الأخر، ويتبين من خلال آراء أصحاب المذاهب الفقهية الأربعة، في هذه المسائل الفرعية، حرص الأئمة وأصحاب المذاهب على إظهار مذهب أهل السنة والجماعة، ومحاربتهم لأهل البدع والضلال في زمانهم، ويتبين لنا أن المسائل الفقهية الفرعية هي بمثابة التطبيق العملي للقواعد والنظريات في جميع علوم الشريعة