مظاهر الحضارة والعمران في المملكة الغسانية وفي جنوب بلاد الشام في الفترة ما بين مطلع القرن الرابع الميلادي إلى مطلع القرن السابع الميلادي

بلاد الشام مهد الحضارات المختلفة، فعلى أرضها استقرت العديد من الشعوب والقبائل؛ فبنوا القصور والقلاع وبيوت العبادة، وشقوا الطرق، ومارسوا الزراعة والرعي والتجارة. من أرض بلاد الشام تمر اهم الطرق التجارية في العصور القديمة ومنها طريق البخور وطريق الحرير. والى بلاد شام هاجرت العديد من القبائل العربية طلبا للمراعي والاستقرار في رحاب هذه الأرض المباركة. تتطرق هذه الأطروحة لدراسة آل غسان احد اهم القبائل العربية التي استقرت في جنوب بلاد الشام، بعد هجرتها من جنوب الجزيرة العربية، حتى أصبحت مملكة ذات شأن عظيم في المنطقة. رغم الغموض الذي يلتف حول تاريخ مملكة الغساسنة، إلا أن الباحث قام على البحث مطولا لفهم وتاريخ وأصالة هذه المملكة، لإظهار حياتها الاجتماعية والاقتصادية والحضارية من جميع جوانبها. وللوصول إلى ذلك؛ تم تقسيم هذا البحث إلى أربعة فصول؛ فحمل الفصل الأول بين طياته الأوضاع التاريخية والحضارية لبلاد الشام خلال الفترة ما بين القرن الرابع والسابع الميلادي، بينما تناول الفصل الثاني تاريخ ونشأة المملكة الغسانية، وناقش الفصل الثالث المظاهر الحضارية للمملكة الغسانية، في حين ركز الفصل الرابع على البقايا المعمارية للمملكة الغسانية واظهر عظم هذه المملكة وأهميتها. وفي الختام تظهر أهمية هذه المملكة التي كانت حليفا اهم لإمبراطوريات العصر القديم وفترة من الزمان، كما كانت دعما كبيرا لجيش الفتوحات الإسلامية بعد دخوله الإسلام.