أثر النصوص الدينية (التوراتية) في السياسة الإسرائيلية

هدفت الدراسة إلى التعرّف على اثر النصوص التوراتية في السياسة الإسرائيلية ، وافترضت الدراسة أن النصوص التوراتية في الكتاب المقدس ( متغير مستقل) لعبت دوراً رئيسيا وفاعلاً في فكر وتصورات إنشاء دولة إسرائيل ( متغير تابع). سعت الدراسة إلى الإجابة على عدة تساؤلات ومنها ؛ هل سلوك الدولة الإسرائيلية يرتبط ارتباطاً وثيقاً ومباشراً مع الديانة اليهودية والتي تنبع منها قيم وعقائد هذه الدولة ؟وما هو دور الدين اليهودي في بناء الدولة اليهودية وفـي الحيـاة الـسياسية فـي إسرائيل؟ وما هي مكونات وتعاليم الدين اليهودي والنصوص التوراتية التي ترتبط بأرض فلسطين، وإلى أي حد أثرت فـي ظهـور دولة إسرائيل؟ وكيف استطاعت الصهيونية استغلال الدين اليهودي للترويج لفكرة الدولة والقوميـة اليهودية؟.اتبعت الدراسة المنهج التاريخي ، كون الظاهرة المرصودة تعالج بعدا تاريخيا، والمنهج الوصفي التحليلي لوصف الظاهرة المدروسة وتحليلها. خلصت الدراسة إلى أن النصوص التوراتية تشكل القاعدة الرئيسية في الفكر السياسي الإسرائيلي ، وبين مختلف التيارات السياسية القائمة في المجتمع الإسرائيلي. وأن الديانة اليهودية هي الديانة التي تربط بين مفهوم الدين و القومية، فاليهود لهم دين خاص، لشعب خاص ، على أرض خاصة أي أن هناك ( إرث عرقي ، حضاري وقومي)، لذلك لا يعتبر اليهود أنفسهم جماعة دينية فحسب، وإنما جماعة قومية لها لغتها الخاصة وتراثها الديني القومي.وأن تحليل النصوص التوراتية والتلمودية يخرج بنتيجة واحدة هي ، (أرض الميعاد لشعب الله المختار) . وبعد قيام دولة إسرائيل ، ارتكزت في رموزها وشعاراتها وثقافتها السياسية والأمنية على المبادئ التوراتية ، ثم حولت تلك الأفكار والنصوص إلى مشاريع قوانين وصراعات وحروب مقدسة ، تنص على طرد كل من ليس يهودياً من أرض الميعاد، ونشر الرعب والخوف في الأرض، كما أمرهم الرب يهوه، مع التوسع والسيطرة على أراضي الاخرين ، من خلال العقيدة الأمنية التي تقوم على النصوص التوراتية " فالصراع حالة دائمة، والجيش هو جيش الرب ، وقتل الاغيار والتخلص منهم باعتبارهم زوائد واجب مقدس، واحتلال الأراضي، هو تحقيق النبؤة التوراتية بعودة اليهود إلى حقهم القديم في أرض الميعاد.