العراق في أواخر الخلافة الأموية : ( دراسة اقتصادية ? اجتماعية ) (100-132هـ/718-750م )

كان العراق طوال العهد الأموي يرى في نفسه أن منتقص الحقوق مقابل بلاد الشام التي استأثر أهلها بكل الامتيازات، فنجد كل الثورات سواء كانت علوية أم خارجية أو حتى الثورات التي اتسمت بالطابع الشخصي تخرج من العراق. إنه منذ أن فتح المسلمون العراق وتم تخطيط مدينتي الكوفة والبصرة أخذ العراق دور الواجهة الأمامية للمشرق بشكل عام، فقد انتشرت أعداد كبيرة من القبائل العربية في العراق وأدّت دوراً ريادياً في التعريف بالإسلام ونشره، وفي تعليم اللغة العربية وثقافتها وعلومها، وقام الولاة العرب المسلمون بدور بارز في إعمار البلاد وتطورها الاقتصادي، وكان من نتائج هذا العمل أن اضمحلت الثقافات والديانات الفارسية القديمة لصالح الثقافة العربية الإسلامية الجديدة. ومع مطلع القرن الثاني الهجري / الثامن الميلادي كان تعاقب الخلفاء الضعفاء مقارنةً مع الخلفاء السابقين، وتوالي الثورات العلوية والخارجية وظهور النزعة العصبية في شرق الدولة وغربها بالإضافة إلى الصراع اليمني القيسي كل هذه الأمور مجتمعة أسهمت في إضعاف الدولة الأموية ومن ثم سقوطها؛ وعليه تأتي هذه الدراسة لترصد واقع الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العراق في القرن الثاني الهجري/ الثامن الميلادي، وأثر هذه الحالة على سقوط الدولة الأموية