فن المقالة عند أحمد السقاف : دراسة موضوعية فنية

تتناولت هذه الدراسة مقالات الأديب الكويتي أحمد زين السقّاف، وقد تميّزت مقالاته بخصائصَ وسماتٍ أعطته كينونته الأدبية الخاصة، ورسمت ملامحها ضمنَ بيئته الكويتية والعربية، وقد تحدّدت هذه المِيزات بجملةٍ من الخصائص الأسلوبية والشكلية والفنية للمقالة، كما برزت فيها مقولاته الفكرية التي عبّر عنها في مُجمَل نتاجه الأدبي. وقد اكتسبت المقالة في أدب السقّاف مشروعية الدراسة بسبب قلة الدراسات المتوافرة حول هذا الموضوع، إذ اقتصرت على دراستين لم تحيطا بموضوع المقالة عند السقاف، هما للدكتور محمد حسن عبد الله، والدكتور أحمد بكري عصلة، وثمّة رسالة ماجستير تناولت السقاف ولكن من الناحية الشعرية، لقد شكّل الأمر السابق عائقاً كما شكّل مسوّغاً لمشروعية الدراسة وأهميتها، إذ إنَّ الكاتب أحمد السقاف ترك تراثاً نثرياً كبيراً تجلّى في المقالة، وقد تنوعت مضامين مقالاته وأنواعها، وكان على هذه الدراسة إبراز مختلف الجوانب الفنية والأسلوبية واللغوية في مقالات السقّاف. ولذلك فقد جاءت مقسّمة إلى تمهيد وثلاثة فصول، تناول التمهيد تعريف المقالة في اللغة والاصطلاح، وجذور المقالة، وظهورها، ومحدداتها، وعناصرها ومكوناتها، وأنواعها، ثم انتقل لدراسة المقالة العربية الحديثة، وانتهى بدراسة المقالة في أدب السقّاف. أما الفصل الأول فقد جاء بعنوان مراحل تطور المقالة عند السقاف، فقد درس روافد المقالة عند السقاف، وتطورها والعوامل المؤثرة في تطورها، وانتهى الفصل بالتأطير الزمني لتطوّر المقالة عنده. أما الفصل الثاني فقد كان بعنوان أنواع المقالة وموضوعاتها عند السقاف، فتمّت دراسة المقالة الذاتية، والمقالة الموضوعية والمقالة الصحفية، وما تفرّع عن هذه التصنيفات الرئيسة من أنواع ثانوية، والموضوعات التي شكّلت محوراً لمقالاته في هذه الأنواع. أما الفصل الثالث فقد جاء بعنوان خصائص المقالة عند السقاف، حيث تمّت فيه دراسة الخصائص الشكلية، والخصائص الفكرية والخصائص الأسلوبية للمقالة عنده، وقد تمَّ ذلك بالاعتماد على استقراء عدد كبير من مقالاته، بالإضافة إلى اعتماد عدد من المراجع والمصادر التي أغنت الدراسة، وانتهت الدراسة بخاتمة ولائحة للمصادر والمراجع المعتمدة فيها.