دور الإخوان المسلمين في عملية الإصلاح السياسي في الأردن بين عامي 2011 - 2018م

تكمن مشكلة الدراسة في تحليل دور الإخوان المسلمين في عملية الإصلاح السياسي في الأردن بين عامي 2011- 2018م. وهي الفترة التي شهدت فيها المنطقة والإقليم تغيرات كبرى في الأنظمة الحاكمة العربية، ترافق ذلك مع قيام الاحتجاجات على الساحة الأردنية. ومن أجل ذلك تطرح الدراسة العديد من التساؤلات المهمة تتعلق بدور الإخوان المسلمين في عملية الاصلاح السياسي، وماهي ملامح خطابهم الاعلامي وانسجامه مع مطالب الشارع الأردني، وما هي التحديات والعقبات التي واجهت الجماعة في سبيل تحقيق الاصلاح السياسي المنشود. وبناءاً على ذلك تفترض الدراسة أنً هناك علاقة ارتباطية إيجابية لجماعة الإخوان المسلمين في عملية البدء بالإصلاح السياسي، وأنّ التحديات والعقبات التي واجهة جماعة الاخوان المسلمين لم تثنها عن المضي قدماً في المطالبة في عملية الاصلاح السياسي في الأردن. انتهجت الباحثة عدد من المنهجيات في هذه الدراسة عدد من المنهجيات العلمية، تمثلت في منهجين أساسين وهما: (منهج تحليل النظام لديفيد أيستون و منهج النظرية البنائية الوظيفية لجبرائيل ألموند)، حيث يتاقطع المنهجين في تفسيرهم للنظام السياسي أنه يبنى على أساس أنّ الظاهرة السياسية هي عبارة عن مجموعة من العلاقات المتداخلة والعناصر المتفاعلة، والتي تتكون أساساً من نظام (مدخلات ومخرجات). فالمطالب والحاجات الصادرة من المجتمع هي المدخلات، وردّة الفعل الناتجة من النظام السياسي الحاكم هي المخرجات. ولذلك عمدت الباحثة في تحليل دور جماعة الأخوان المسلمين في الاصلاح السياسي الى تتبع مطالب الجماعة وطريقة تعامل الدولة الأردنية مع هذه المطالب في جميع فصول هذه الدراسة. خرجت الدراسة بعدد من النتائج أهمها، أنه على الرغم من تراجع دور جماعة الإخوان المسلمين في معظم الدول العربية وحظرها، إلا أنه تزايد تأثيرهم في الملعب السياسي الأردني والقرارات الرسمية الأردنية، وأوصت الدراسة بضرورة أن تبدأ الجماعة بعمل مراجعة شاملة لمسيرتها منذ نشأتها حتى اليوم، وتبني أساليب علنية واضحة للجمهور الأردني، والتركيز على الشأن المحلي الداخلي، ومعالجة الانقسامات الداخلية للجماعة.