دور المرأة السياسي منذ بداية العصر العباسي وحتى نهاية عهد الخليفة المأمون (132-218هـ/750-833م)

أتت هذه الدراسة لتكون مرجعاً جديداً عن المرأة في العصر العباسي، وهو عصر نأخذه نموذجاً ليكون مثالاً ساطعاً أمام دعاة التغريب الذين جرّدوا الحضارة الإسلامية من هذه الميزة ألا وهي ميزة العدالة للمرأة. وقد جاءت هذه الدراسة لتغطي قرن كامل تقريباً منذ سقوط دولة الأمويين مروراً بنشوء الدولة العباسية إلى حين خلافة المأمون (132-218ه/750-833م)، ووجدت من خلال المصادر وكتب التراث العربي أن المرأة العربية في هذه الفترة سواء كانت حرة أم غير حرة فإنهن تمتعن بنفوذ عالي وصل في كثير من الأحيان إلى امتلاك قلب الخليفة الحاكم والمشاركة في اتخاذ القرارات السياسية في كثير من الأحيان، وليس الأمر محصوراً بالسياسة فقد تعدت المرأة ذلك وأصبحت هي صاحبة اليد الطولى في أعمال البناء والأسبلة وقنوات الري وبناء المساجد وإصلاح الطرق وتحديداً طرق الحج، وتقديم الخدمات للحرمين في مكة والمدينة، أما في مجال الثقافة والأدب ففي كتب التراث ما يؤيد حجتنا على أن النساء ? وخاصة الجواري- قد برعن في الشعر والغناء إلى درجة أنه لا يمكن تخيل طرائف هارون الرشيد وأبي نواس بعيداً عن النساء.