العلماء ودورهم في الحياة العامة في مصر خلال العصر الفاطمي

العلماء هم الفئة المثقفة في المجتمع الإسلامي، من قضاة وأئمة وفقهاء ومدرسين وحفظة قرآن ورواة حديث ومتصوفين وغيرهم من مختلف صنوف العلم, وقد اقترنت بهؤلاء العلماء ألقاب متعددة مثل (الشيخ) فهو في غالب الأحيان ملازم لهم، وهو لقب خاص بالعلماء والصلحاء ولقّب به أهل العلم توقيراً لهم, ومن ألقابهم المُدِّرس وهو الذي يتصدى لتدريس العلوم الشرعية من التفسير والحديث والفقه والنحو والتصرف وغير ذلك. وفي الدولة الفاطمية وجد العلماء احتراماً كبيراً من السلطة الفاطمية ممثلة بالخلفاء والوزراء والأمراء, وكذلك من العامة, ولا يمكن بأي حال من الأحوال النظر للعلماء بشكل انفرادي, فهم عماد المجتمع تسمع كلمتهم ويؤثرون في العامة أكثر مما تؤثّر السلطة الحاكمة. ومع أن العلماء منهم من حظي بمكانة مرموقة في الدولة الفاطمية إلا أن ذلك لا يعني أنهم اعتنقوا المذهب الشيعي الاسماعيلي, فالعلماء السنّة ظلوا سنّة والنصارى ظلوا على عقيدتهم, ومع ذلك قدّموا خدمات جليلة للدولة الفاطمية