"ابن حزم الظاهري وأثره في الكتابة التاريخية في الأندلس ما بين القرنين 5 - 7هـ/11 - 13م"

هدفت الدراسة إلى التعرف على تأثر ابن حبيب بالمدرسة التاريخية المشرقية، وبعده ظهر آل الرازي (محمد، أحمد، عيسى) الذين اهتموا بتاريخ وأنساب أهل الأندلس، وتبعهم صاحب أخبار مجموعة، وابن القوطية صاحب تاريخ افتتاح الأندلس، وعريب بن سعد القرطبي (ت 369هـ/980م). ثم برزت مدرسة تاريخية ذات مزاج وفكر أندلسي محض في عصر ملوك الطوائف، كان من أقطابها ابن حيان وابن حزم. وقد نجح الأخير في تأسيس مدرسة حزمية تعددت أفكارها وطروحاتها، واعتمدت على توسيع فروع التاريخ بضم علم النسب إليها، فضلا عن تبنيها فلسفة التاريخ التي نسبت لابن خلدون مؤخرا، وهي في الأساس من بنيات أفكار ابن حزم مؤسس المدرسة الحزمية التاريخية. ويهمنا في هذا المقام مدرسة ابن حزم التاريخية، أي تلامذته المؤرخين الذين تتلمذوا عليه كصاعد والحميدي. لقد نجحت المدرسة الحزمية في أن تبز وتظهر خلال عصر ملوك الطوائف، ثم تأصلت تماما في عهد الدولة الموحدية التي انحازت لابن حزم ولفكره ومذهبه بصفة عامة، ومن ثم وجدنا ثلة من المؤرخين الذين تأثروا بابن حزم ونهجوا نهجه في العديد من القضايا التاريخية، ومن هؤلاء ابن دحية الكلبي، وابن الرومية، وابن القطان، وابن عربي الصوفي وغيرهم.