تيمورلنك وعلاقته مع سلاطين دولة المماليك 771 - 807هـ / 1370 - 1405م

تسعى هذه الدراسة للتعرف على شخصية تيمورلنك السياسية والعسكرية ودراسة سيرة وحروب هذا الغازي، وفتوحاته، وتوسعاته، والعلاقة بينه وبين جيرانه من الدول الكبرى، والبحث عن عناصر القوة وجوانب القدرة على تحقيق النصر الذي حققه تيمورلنك في معظم معاركه وحروبه التي خاضها. وتبرز أهمية هذا الموضوع من اختلاف المؤرخين حول كل جوانب شخصية تيمورلنك من حيث أصوله ونشأته وثقافته وحتى عقيدته، ومن هنا حاولت الدراسة التدقيق والكشف عن المـادة البعيـدة عـن التحيـز والخروج بمادة علمية مرضية بالاعتماد على مصادر متعددة من جهات مختلفة. كذلك تأتي أهمية هذه الرسالة في دراسة تلك المرحلة التاريخية من حياة تيمورلنك السياسية والعسكرية ومحاولة الإجابة عن عدة تساؤلات أهمها هذا التساؤل الذي كان لا بد من إثارته حول تصميم تيمورلنك على غزو البلاد الإسلامية وتدميرها والقضاء على مظاهر المدنية والحضارة والرقي فيها بينما كان المجال أمامه مفتوحا للتوسع والفتح في أعماق آسيا الوسطى وأوروبا لنشر الإسلام بين الأمم في تلك الأصقاع لو أراد أن يؤكد انتماءه للإسلام ويثبت أنه شديد التمسك به كما برح يؤكد ذلك ويصر عليه. وفي نهاية المطاف استخلصت الدراسة نتائج محددة من التجربة التيمورية قد تحفظ منطقتنا العربية من الاخطار المحيطة بها في الفترة الحالية والمستقبل القريب، فالمدقق في الأمور يرى بوضوح أن ما تعاني منه منطقتنا العربية اليوم من متربصين وطامعين وأخطار تحيط بها من الشرق والغرب (سواء من أمريكا أو من إيران أو حتى من تركيا وروسيا وإسرائيل) أشبه ما يكون بالأحوال في تلك الفترة السحيقة من التاريخ. والمؤسف والعجيب أن الحكام العرب يكررون نفس الأخطاء التي وقع فيها أسلافهم فهم منشغلون بمشاغل داخلية وصراعات محلية ومنازعات وخصومات سائدة بينهم وغافلون أو متغافلون عن الأطماع من حولهم في سبيل التمسك بالسلطة وبكراسي الحكم متجاهلين بذلك حكمة التاريخ