"القومية العربية وآثارها على الدولة القطرية العربية"

هدفت هذه الدراسة إلى بيان الأثر الذي تركته القومية على الدولة القطرية العربية (العراق)، وقد قامت هذه الدراسة على فرضية مفادها: أن هناك علاقة ارتباطية بين التوجهات القومية وعدم استقرار الدولة القطرية، في حين تمحورت إشكالية الدراسة بسؤال محوري مفاده: ما الآثار التي تركتها القومية العربية على الدولة القطرية (العراق) على وجه الخصوص، ولتحقيق أهداف الدراسة والتأكد من صحة فرضيتها، والإجابة على سؤالها المحوري، فقد إعتمدت على منهج تحليل المضمون. هذا وقد أوصلتنا الدراسة إلى صحة الفرضية، كما أوصلتنا إلى عدة استنتاجات أهمها: إن القومية تيار فكري جاء من التيارات الفكرية الغربية ونقلها من درس في تلك البلدان، حيث إن النشأة جاءت من خارج الوطن العربي، وأن الدولة القطرية العربية دولة لا تستطيع العيش بإمكانياتها الذاتية، وبالتالي فهي تعيش بمساعدة الدول التي أوجدتها لأنها تمثل كيانا سياسيا لتحقيق أهداف الدول الكبرى بالمنطقة، كما أن الفكر القومي لاقى مواجهة عنيفة داخل المنطقة العربية وخصوصا من الفكر الإسلامي الذي يرى بالقومية مخالفة للدين ولا تتماشى معه، إن الدولة القومية العربية(العراق) لم يستطع التوفيق بين الدعوة القومية وعناصرها ومتطلبات الأقليات الإثنية التي تعيش على أرضها، كما أن الدولتين الإقليميتين مثل(إيران وتركيا) كانتا تريان بالدعوة القومية انحسارا لنفوذهما في المنطقة العربية وبذلك تمت معاداة العراق بكل ما أوتيت من قوة. إن الدول الكبرى(الولايات المتحدة وبريطانيا) لا ترغب بإقامة دولة وفق توجهات قومية لأن ذلك يؤثر على مصالحها في المنطقة، وقد تكالبت كل القوى على العراق لإنهاء الحكم فيه، حتى يتسنى لهم المجال في إبقاء المنطقة العربية ضعيفة ومقسمة حتى يسهل عليهم استغلال ثرواتها وجعلها سوقا استهلاكية لمنتجاتهم. وقد استوجبت الإستنتاجات عدة توصيات منها: ضرورة عدم تهميش الأقليات في الوطن العربي حتى لا يصبحوا عونا للأجنبي إذا ما أراد سوءا بأي دولة عربية، وضرورة الأخذ بتوجهات وحدوية لا تغفل عنصر الدين الذي يجمع العرب وغيرهم من الأقليات وهذا يسهل بناء هذه الوحدة العربية الهدف البعيد للأمة العربية، وضرورة وضع مخطط عربي شامل يقوم بداية على الوحدة الاقتصادية كسوق عربي مشترك وصولا إلى وحدة كاملة كالوحدة التي جمعت الأطياف الأوروبية اليوم.