"الدور الإيراني في الصراعات الإقليمية في المنطقة العربية (2011- 2016) : حالة دراسة : (سوريا)"

هدفت هذه الدراسة إلى بيان أثر الدور الايراني وتنامي هذا الدور تجاه الصراعات في المنطقة العربية واحاطت بالتوجهات الايرانية تجاه المنطقة واثرها على التجاذب والاستقطاب الاقليمي والدولي في توازنات القوى الذي أصبح خلالها الدور الايراني يشكل تهديدا متناميا على المنطقة العربية كما أن الدور الايراني والسلوك السياسي تجاه المنطقة العربية جاء كل منهما مكملاً للآخر المنبثق من الفكر القومي الايراني وعن العقيدة الدينية المذهبية التي ترتكز عليها ايران والتي اضافت بعداً آخر للبعد القومي القائم على التوسع والتمدد والهيمنة وتبنيها سياسات ومواقف ولعب أدوار مبنية على التناقض والصراع مع دول المنطقة العربية. وتبرز أهمية هذه الدراسة من أنها توضح الدور الإيراني تجاه الصراعات الإقليمية في المنطقة العربية على وجه العموم والأزمة السورية على وجه الخصوص في ظل المتغيرات الجارية على الساحة الإقليمية ولما تشهده المنطقة العربية من تسارع في الأحداث وتغيرات ديناميكية لها تأثيراتها الحالية والمستقبلية على المنطقة العربية, لذا جاءت هذه الدراسة للإحاطة بهذه الأحداث والتغيرات وبيان مدى تأثيرها على المنطقة العربية. وجاءت هذه الدراسة في الكشف عن الإجابة عن التساؤل الرئيس : ما أثرّ الدور الإيراني في الصراعات الإقليمية في المنطقة العربية ؟ وقد اعتمدت هذه الدراسة منهج النظام الدولي, ومنهج نظرية الدور في إطار العلاقات الدولية, ومنهج صنع القرار، والمنهج الاقليمي بغرض تحقيق أهداف هذه الدراسة. انطلقت الدراسة من فرضية رئيسية مفادها: أسهم التدخل الإيراني في المنطقة العربية في تأجيج الصراعات الإقليمية في المنطقة العربية على وجه العموم, وفي الأزمة السورية حالة الدراسة على وجه الخصوص. وخلصت هذه الدراسة: بأن الدور الايراني في الصراعات الاقليمية في المنطقة العربية أثرَّ في التغيرات والأحداث الجارية وأدى تنامي هذا الدور إلى حالة من الاستقطاب والتجاذبات الدولية والاقليمية تجاه المنطقة ومن حالة عدم الاستقرار الاقليمي كما أن تناقض الموقف والدور الإيراني من الصراعات في المنطقة العربية على وجه العموم ومن ثورات الربيع العربي والازمة السورية على وجه الخصوص قد كشف اللثام عن حقيقة توجهات الدور الإيراني تجاه المنطقة العربية في ظل غياب الاستراتيجية العربية الواضحة والدور العربي في مواجهته . وتقترح الدراسة ضرورة العمل على تفعيل الدور العربي - العربي من خلال تفعيل هياكل وسياسات التكامل العربي على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية مما يعزز أمنهم القومي ضد أية اطماع أو اختراقات إقليمية, ويسهم في تعزيز التكامل العربي وصياغة استراتيجية واضحه تمكنهم من مواجهة التحدياًت والأطماع الخارجية.