"الرعاية البديلة لمن دون سن الرشد في الفقه الإسلامي وتطبيقاته في المحاكم الشرعية : دراسة مقارنة"

تناولت الباحثة موضوع الرعاية البديلة لمن دون سن الرشد في الفقه الإسلامي وتطبيقاته في المحاكم الشرعية، حيث درسها دراسة فقهية مقارنة. وقسمت الباحثة هذا الموضوع إلى فصل تمهيدي، وفصلين جوهريين: حيث تناولت هذه الدراسة موضوع حقوق الطفل، ودور الأسرة في رعايتها،وأهمية الطفل في الشريعة الإسلامية السمحة الغراء، وأهمية نشوءه ضمن رعاية أصيله في بيت ذويه تحت رعايتهم حتى ينمو نمواً عقلياً وبدنياً وروحياً ومعنوياً واجتماعياً سليماً،حيث إن الشريعة الإسلامية كانت وما زالت السباقة في كل أمر يتم التوصل إليه، فقد كانت أول من صان حقوق الطفل ابتداءً بحق الحياة ومروراً بحق التعليم، ولا تقتصرعلى هذه الحقوق، إذ إن الشريعة الإسلامية أعم وأشمل وأكمل من ذلك بكثير، كيف لا وهي من عند رب جل جلاله متصف بكامل صفات الكمال. كما تناولت الدراسة مفهوم الرعاية البديلة كمصطلح جديد مستحدث، ومن ثم بيان أنواع الرعاية المقدمة للطفل حيث تتمثل بالرعاية الدينية، والجسمية، والنفسية، والاجتماعية، مع ذكرللصفات والشروط العامة الواجب توافرها في الراعي (المربي) القائم على رعاية هذا الطفل فاقد الرعاية الأصيلة - الوالدية - ابتداءً من إخلاص النية لله عز وجل، وصولاً إلى الحزم والاستشعار بالمسؤولية. كما تناولت الدراسة مقومات الرعاية البديلة المتمثلة بأربعة محاور رئيسه تقسم إلى قسمين، وهما كالآتي: تحدث القسم الأول عن الرعاية البديلة لصاحب السند الأسري - معروف النسب - والمتمثلة في الحضانة لغير الأم والأب، كما تمثلت أيضاً بالوصاية على اليتم. وتحدث القسم الثاني عن الرعاية البديلة لفاقد السند الأسري - مجهول النسب - المتمثل في اللقيط وابن الزنا، حيث بينّت كيف تتم رعاية هذه الفئة من الأطفال، حيث تتم رعايتهم إما عن طريق أسر حاضنة بديلة، أو عن طريق دور ومؤسسات الرعاية. كما بينت الدراسة كيفية انتهاء الرعاية البديلة سواء للطفل صاحب السند الأسري، أو الطفل فاقد السند الأسري. وتوصلت نتائج الدراسة إلى الوصل لحكم عام لهذه المسألة المستجدة في الفقه الإسلامي، وتوافق قانون الأحوال الشخصية الأردني، فيما ذهب إليه الفقه الإسلامي في المسائل الخاصة بهذه الدراسة، كما وأوصت هذه الدراسة باستمرار تقديم الرعاية حتى بعد تخريج الطفل بعد بلوغه مرحلة الشباب من دور الرعاية حتى يتمكن من الاعتماد على نفسه في معيشته.