الأوبئة والكوارث الطبيعية وأثرها على مصر خلال العصر المملوكي(648-923هـ /1250-1517م)

تكمن أهمية هذا البحث في أنه يقدّم صورة واضحة عن الأوبئة والكوارث الطبيعية في مصر خلال فترة العصر المملوكي، وأثرها على المجتمع المصري، وما خلفته من دمار وخراب في جميع مفاصل الحياة؛ فقد أدت هذه الأوبئة والكوارث إلى هلاك عدد كبير من سكان مصر. وانتظمَ البحث في تمهيد وثلاثة فصول؛ تناول التمهيد التكوين السياسي لدولة المماليك في مصر، وبداية نشأتها وكيفية وصول هؤلاء المماليك إلى السلطة. وتناول الباحث في الفصل الأول تعريف الأوبئة والكوارث الطبيعية، والنظرة العامة للأوبئة والكوارث الطبيعية؛ فعَرضَ للنظرة التشاؤمية إلى هذه الأوبئة والكوارث لفئات من المجتمع المصري، أما الجانب الآخر فكانت نظرته إلى هذه الأوبئة هي نظرة العقوبة من الله، بسبب المفاسد التي انتشرت بين صفوف المجتمع المصري في تلك الفترة. أما بالنسبة للتوزيع الجغرافي لهذه الكوارث والأوبئة، فدرس الباحث أبرز المناطق التي تعرضت لتلك الأوبئة والكوارث الطبيعية محددة بالسنوات، وذيلت بعدد من الجداول التوضيحية. وتناول الفصل الثاني أسباب الأوبئة، وقسمت إلى طبيعية وبشرية؛ أما الطبيعية فهي انخفاض وارتفاع مستوى نهر النيل، والرياح التي كان لها دور في انتشار الأوبئة، كما كان للقوارض والآفات الزراعية دور في انتشار هذه الأوبئة، وقد لعبت العوامل البشرية دورًا في حدوث الأوبئة، ومن هذه العوامل فساد الحسبة، وانتشار ظاهرة الرشوة، وشراء المناصب، واحتكار السلع، وظاهرة الطرح والرمي، وإهمال الزراعة، وترك الأراضي بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج، مما أدى إلى ترك الأراضي الزراعية وحدوث المجاعات. وكان للدولة دور في معالجة حدة تأثير الوباء من خلال مساعدة الفقراء وتوزيعهم على الأمراء والتجار، وتوزيع الصدقات عليهم، كما كان للعامة دور في ممارسة الصلاة والاعتكاف في المساجد لرفع الوباء عنهم. أما الفصل الثالث، فتناول أسباب الكوارث الطبيعية، وهي أسباب دينية ترتبط بالمشيئة الإلهية وتتمثل بالفساد الديني والأخلاقي، أو أسباب أخرى كإهمال مشاريع الري والترع والسدود، وبحث الفصل آثار الكوارث الطبيعية؛ اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا، وعَرضَ دور الدولة في معالجة آثار تلك الكوارث الطبيعية، فعلى الصعيد الاقتصادي فتحت الدولة المخازن، وقامت بتوزيع الغلال على الفقراء أثناء حدوث الوباء، كما كان للعامة دور كبير في التضرع إلى الله -عز وجل- كممارسة صلاة الاستسقاء، وقراءة القرآن، والتضرع إلى الله تعالى