الملخص بالعربية |
تتناول هذه الدراسة المكان في روايات الكاتب العراقي تحسين كَرمياني (الحزن الوسيم, وبعل الغجرية، وقفل قلبي, وأولاد اليهودية, وحكايتي مع رأس مقطوع, وزقنموت،)، لتحليل المكان فيها، والكشف عن مفهومه وأبعاده، وعلاقته بعناصر السرد في الرواية، وبيان آلياته وأنماطه، وتستفيد الدراسة من المنهج الوصفي التحليلي، ومفيدة من معطيات المنهجين: البنيوي، والنفسي.
وجاءت الدراسة في مقدمة وتمهيد وثلاثة فصول وخاتمة، تناول التمهيد مفهوم المكان في اللغة والاصطلاح، واْهم آراء النقاد فيه، وبيَّن أبعاده وأهميته، ووضَّح الفصل الأول جدلية المكان وارتباطه بعناصر الرواية: الحدث والشخصية والزمان والحدث، والحوار. وحلل الفصل الثاني، آليات رسم المكان وتأطيره، مثل آليات التصوير الواقعي، وآليات التصوير الخيالي. وتناول الفصل الثالث أنماط المكان. ولخصت الخاتمة أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة.
وخلصت الدراسة إلى أنَّ الكاتب اختار المكان في رواياته؛ ليسهم في تجسيد فكرة الراويات من خلال ترابطها مع عناصر الراويات الأخرى، وأنَّ تشكيله يرتبط برؤية الكاتب وفكرتها الرئيسة.
وقد أجاد الكاتب في رسم المكان في رواياته، واختار أمكنة لرواياته وهو يرسمها من خلال تجاربه وملاحظاته ومشاهداته وقراءاته وخياله، وقد صاغها فنياُ لتتلاءم مع أحداث الراويات، وشخصياتها، وفعلها، وحركتها، وهمومها، وعاداتها، وتقاليدها، وقيمها، ورؤيتها، وكان لبيئة الكاتب أثر واضح في تشكيل المكان ورسم أبعاده وأنماطه وآلياته، فتحول المكان في نصوصه الروائية إلى رمز مشع بدلالات جديدة ومثيرة للفعل البشري والحياة برمتها.
|