السور المسبحات :  دراسة تداولية

تعد التداولية مفهوماً لسانياً حديثاً، ظهر في العقود الثلاثة الأخيرة في الولايات المتحدة الأمريكية، يهتم هذا العلم بدراسة كيفية فهم الناس بعضهم بعضاً، وبطريقة إنتاجهم لفعل كلامي تواصلي في موقف كلامي ملموس يفهم عن طريق فهم المعاني؛ فالتداولية من الدروس الحديثة التي تمتلك كمّاً كبيراً في مواضيعها، إلا أنها غير محددة المعالم؛ فقد اختلف في تحديد طبيعتها ونوعها، وسبب هذا الاختلاف يعود إلى بدايات هذا العلم، إذ كانت التداولية في بداياتها تغترف من كل العلوم؛ فلهذا لم تكن ذات طابع تخصصي، والسبب الثاني يعود إلى تداخل التداولية بالعلوم الأخرى، لكن مع هذا الاختلاف يمكن القول: إن التداولية علم يدرس اللغة في سياقاتها الواقعية، لا في حدودها المعجمية أو تراكيبها النحوية . ولما كانت التداولية علماً يدرس اللغة في سياقات واقعية الاستعمال جاءت هذه الدراسة لتوضيح هذا العلم الحديث وأبعاده. وكانت السور المسبِّحات موضوع الدراسة التي منها يمكن التوصل إلى أهم الأبعاد التداولية. وقد وقف الباحث على أهم الأبعاد التداولية الواردة في السور المسبِّحات التي تمثلت بالأفعال الكلامية، والحجاج، والاستلزام الحواري، والقرينة السياقية. وقد اقتضى البحث أن يكون في تمهيد وثلاثة فصول. التمهيد: حاول الباحث فيه أن يحدد مفهوم التداولية ونشأتها وجذورها وتطورها وعلاقتها بالعلوم الأخرى، ومعرفة أهم الأفكار التداولية عند النحاة والبلاغيين القدامى، وكذلك تطرق البحث في التمهيد إلى معنى التسبيح والمسبحات، وما السور المسبِّحات ؟ ولماذا سميت بهذا الاسم ؟ وكم عددها ؟ وأين نزلت ؟ . الفصل الأول: كان بعنوان الأفعال الكلامية في السور المسبحات، ففي هذا الفصل جرى التعرف على أفعال الكلام من حيث النشأة، والتطور وقد اعتمد الباحث تقسيم (أوستين) و (سيرل) لمعرفة أقسام الفعل الكلامي، فدرست الأفعال الكلامية الموجودة في السور المسبحات. الفصل الثاني: كان بعنوان الحوار الحجاجي، وقد خصصه الباحث لدراسة الحوار الحجاجي في السور المسبِّحات بعد معرفة ماهية الحوار والحجاج. الفصل الثالث: كان بعنوان القرينة السياقية في السور المسبحات، وفي هذا الفصل تطرق الباحث لتعريف السياق وأنواعه، وأركانه، ومن ثم تناول البحث أثر القرينة السياقية في ألفاظ السور المسبحات. وخلصت الدراسة إلى خاتمة تضمنت أهم النتائج التي توصل إليها الباحث.