"ظاهرة الندرة  في  النحو العربي بين السماع والقياس"

اهتمت هذه الدراسة بتتبع ظاهرة الندرة في أعمال النحاة المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين، لأن هناك تداخلا في تحديد مصطلح الندرة النحوية، مع مصطلحات القليل والشاذ؛ ذلك أنّ النحاة لم يعرّفوا المقصود بالنادر تعريفا جامعا مانعا متفقا عليه. وقد هدفت الدراسة إلى إبراز مصطلح النادر، وتحديد مستنداته السماعية، وآفاقه القياسية، وتطوره، معتمدة في ذلك المنهجَ التاريخي التحليلي. فانتهت الدراسة إلى أن مصطلح النادر غير محدد في أعمال النحاة القدماء، والمتأخرين، أما النحاة المعاصرون فقد كان أغلبهم متابعا لآراء القدماء، خاصة في ظل الدعوة إلى تيسير النحو والصرف، التي جعلت الإصرار على تعليم النادر سبباً في صعوبة النحو، فدعت إلى إلغائه من الكتب التعليمية المعاصرة، ولعل الصواب في الإبقاء على النادر، من غير إلغائه من التراث النحوي، والبحث النحوي؛ لأن النادر له أهمية في تفسير بعض الظواهر النحوية، ودراستها، وتحليلها، مع إمكانية استثماره تعليميّاً في المستويات العليا.